×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ الثَّالِثَةُ والعِشْرُونَ

من أُصُولِ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ

****

مُقَدِّمَةٌ

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، هَدَانَا لِلإِسْلاَمِ ﴿وَمَا كُنَّا لِنَهۡتَدِيَ لَوۡلَآ أَنۡ هَدَىٰنَا ٱللَّهُۖ [الأعراف: 43] ونَسْأَلُهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُثَبِّتَنَا عَلَيْهِ إِلَى الوَفَاةِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ [آل عمران: 102] وأَنْ لا يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ﴿رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا [آل عمران: 8]، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا وقُدْوَتِنَا وحَبِيبِنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ الَّذِي بَعَثَهُ رَحْمَةً للعَالِمِينَ، ورَضِيَ اللَّهُ عَنْ أَصْحَابِهِ البَرَرَةِ الأَطْهَارِ المُهَاجِرِينَ مِنْهُم والأَنْصَارِ، ومَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانِ مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ والنَّهَارُ، وبَعْدُ:

فَهَذِهِ كَلِمَاتٌ مُخْتَصَرَةٌ في بَيَانِ عَقِيدَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ، دَعَا إِلَى كِتَابَتِهَا مَا تَعِيشُهُ الأُمَّةُ الإِسْلاَمِيَّةُ اليَوْمَ من تَفَرُّقٍ واخْتِلاَفٍ يَتَمَثَّلاَنِ في كَثْرَةِ الفِرَقِ المُعَاصِرَةِ والجَمَاعَاتِ المُخْتَلِفَةِ، كُلٌّ يَدْعُو إِلَى نحْلَتِهِ ويُزَكِّي جَمَاعَتَهُ، حَتَّى أَصْبَحَ المُسْلِمُ الجَاهِلُ في حَيْرَةٍ من أَمْرِهِ: مَنْ يَتَّبِعُ؟ وبِمَنْ يَقْتَدِي؟ وأَصْبَحَ الكَافِرُ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يُسْلِمَ لا يَدْرِي مَا هُوَ الإِسْلاَمُ الصَّحِيحُ الَّذِي قَرَأَ وسَمِعَ عَنْهُ، الإِسْلاَمُ الَّذِي هَدَى إِلَيْهِ القُرْآنُ وسُنَّةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، الإِسْلاَمُ الَّذِي مَثَّلَتْهُ حَيَاةُ الصَّحَابَةِ الكِرَامِ وانْتَهَجَتْهُ القُرُونُ المُفَضَّلَةُ، وإِنَّمَا يُرَى لِلإِسْلاَمِ اسْمًا في الغَالِبِ بِدُونِ مُسَمًّى


الشرح