×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ التَّاسِعَةُ عَشَرَة

﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ

 أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]

****

التَّأَدُّبُ مَعَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنِّي أَشْكُرُ اللَّهَ تعالى عَلَى مَا مَنَّ بِهِ مِن هَذَا اللِّقَاءِ المُبَارَكِ، في هَذِهِ اللَّيْلَةِ المُبَارَكَةِ، في هَذَا المَسْجِدِ الَّذِي هُوَ بَيْتٌ من بُيُوتِ اللَّهِ، لِنتَذَاكَرَ فِيمَا بَيْنَنَا مَا يُهمُّنَا من أَمْرِ دِينِنَا وصَلاَحِ أَمْرِنَا، فَهَذَا هُوَ أَعْظَمُ مَا يَنْبَغِي أو مَا يَجِبُ أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ المُسْلِمُونَ: التَّذَاكرُ والتَّنَاصُحُ والتَّوَاصِي بالحَقِّ، والاجْتِمَاعُ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تعالى في بُيُوتِ اللَّهِ، هَذِهِ الأُمُورُ تَحْيَا بِهَا القُلُوبُ بِإِذْنِ اللَّهِ.

أَمَّا المَوْضُوعُ الَّذِي هُوَ مَجَالُ حَدِيثِنَا وهُوَ كَمَا سَمِعْتُم مَوْضُوعَ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63]، فَهَذَا خِتَامِ آيَةٍ في سِيَاقِ آيَاتٍ تَتَضَمَّنُ الأَدَبَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللَّهُ تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَإِذَا كَانُواْ مَعَهُۥ عَلَىٰٓ أَمۡرٖ جَامِعٖ لَّمۡ يَذۡهَبُواْ حَتَّىٰ يَسۡتَ‍ٔۡذِنُوهُۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَ‍ٔۡذِنُونَكَ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ فَإِذَا ٱسۡتَ‍ٔۡذَنُوكَ لِبَعۡضِ شَأۡنِهِمۡ فَأۡذَن لِّمَن شِئۡتَ مِنۡهُمۡ 


الشرح