×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ الحَادِيَةُ والعِشْرُونَ

مَسْئُولِيَّةُ الشَّبَابِ المُسْلِمِ

****

أَهَمِّيَّةُ العِنَايَةِ بِمَسْئُولِيَّةِ الشَّبَابِ

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبّ العَالَمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ ورَسُولِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، ومَنْ سَلَكَ سَبِيلَهُم، واقْتَفَى أَثَرَهُم، وسَارَ عَلَى نَهْجِهِم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فَأَيُّهَا الإِخْوَةُ السَّلاَمُ عَلَيْكُم ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ. في بِدَايَةِ حَدِيثِنَا نَشْكُرُ اللَّهَ تعالى، ونَدْعُوهُ أَنْ يَكْتُبَ لَنَا ولَكُمُ الأَجْرَ والفَائِدَةَ، ومَوْضُوعُنَا هُوَ «مَسْؤُولِيَّةُ الشَّبَابِ المُسْلِمِ».

فَمِمَّا لا شَكَّ فِيهِ أَنَّ الوَاجِبَ مُشْتَرَكٌ بَيْنَ أَفْرَادِ شَبَابِهَا وشُيُوخِنَا، ولَكِنَّنَا نَخُصُّ الشَّبَابَ المُسْلِمَ؛ لأَِنَّ الشَّبَابَ أَمَل المُسْتَقْبَلِ، وهُمُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بِوَاجِبِهِم بَعْدَ رَحِيلِ الجِيلِ الَّذِي سَبَقَهُم؛ لأَِنَّ اللَّهَ تعالى جَعَلَ النَّاسَ يَخْلُفُ بَعْضُهُم بَعْضًا، فَكُلُّ جِيلٍ يَخْلُفُ الجِيلَ الَّذِي قَبْلَهُ، ويَقُومُ بالوَاجِبِ الَّذِي تَحَمَّلَهُ الجِيلُ السَّابِقُ؛ ولِذَلِكَ فلا بُدَّ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ اسْتِعْدَادٌ وتَهَيُّؤٌ لِتَحَمُّلِ المَسْؤُولِيَّةِ، كَمَا تَحَمَّلَهَا أَسْلاَفُهُم، وهُم - أَيِ الشَّبَابُ - لَنْ يَسْتَطِيعُوا القِيَامَ بِهَذِهِ المَسْؤُولِيَّةِ إلاَّ إِذَا تَهَيَّئُوا لَهَا، وأَعَدُّوا لَهَا عُدَّتَهَا، وفَهِمُوهَا حَقَّ فَهْمِهَا، مَعَ الاسْتِعَانَةِ بِاللَّهِ تعالى، وطَلَبِ التَّوْفِيقِ مِنْهُ.


الشرح