المُحَاضَرَةُ السَّادِسَةُ والعِشْرُونَ
الاسْتِقَامَةُ
****
الحَثُّ عَلَى الاسْتِقَامَةِ في الكِتَابِ والسُّنَّةِ
****
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ
للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
إِنَّ
مَوْضُوعَ المُحَاضَرَةِ هُوَ «الاسْتِقَامَةُ
وأَثَرُهَا عَلَى الفَرْدِ والمُجْتَمَعِ».
الاسْتِقَامَةُ ورَدَ ذِكْرُهَا في كِتَابِ اللَّهِ وفي سُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم في عِدَّةِ مَوَاضِعَ، يَأْمُرُ اللَّهُ بِهَا ويُثْنِي عَلَى أَهْلِهَا ويَعِدُهُم بِجَزِيلِ الأَجْرِ والثَّوَابِ قَالَ اللَّهُ تعالى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطۡغَوۡاْۚ إِنَّهُۥ بِمَا تَعۡمَلُونَ بَصِيرٞ﴾ [هود: 112].وقَالَ اللَّهُ تعالى لِنَبِيِّهِ آمِرًا لَهُ أَنْ يَقُولَ: ﴿قُلۡ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ يُوحَىٰٓ إِلَيَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمۡ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞ فَٱسۡتَقِيمُوٓاْ إِلَيۡهِ وَٱسۡتَغۡفِرُوهُۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [فصلت: 6]، وقَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ٣٠نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَشۡتَهِيٓ أَنفُسُكُمۡ وَلَكُمۡ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ ٣١نُزُلٗا مِّنۡ غَفُورٖ رَّحِيمٖ ٣٢﴾ [فصلت: 30- 32] وقَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ فَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ ١٣أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ خَٰلِدِينَ فِيهَا جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٤﴾ [الأحقاف: 13- 14]، وقَالَ اللَّهُ تعالى: ﴿وَأَلَّوِ ٱسۡتَقَٰمُواْ عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ لَأَسۡقَيۡنَٰهُم مَّآءً غَدَقٗا﴾ [الجن: 16]، وقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم في حَدِيثِ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّه قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ،
الصفحة 1 / 357