×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 المُحَاضَرَةُ الرَّابِعَةُ والعِشْرُونَ

 وُجُوبُ التَّثَبُّتِ في الأَخْبَارِ واحْتِرَامُ العُلَمَاءِ

وبَيَانُ مَكَانَتِهِم في الأُمَّةِ

****

مَعْنَى التَّقْوَى

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ وبَارَكَ عَلَى عَبْدِهِ ورَسُولِهِ وخَاتَمِ أَنْبِيَائِهِ ورُسُلِهِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ المَبْعُوثِ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ وأَزْوَاجِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وعَلَى التَّابِعِينَ ومَنْ تَبِعَهُم واهْتَدَى بِهَدْيِهِم واقْتَفَى أَثَرَهُم إِلَى يَوْمِ الدِّينِ أَمَّا بَعْدُ:

يَقُولُ اللَّهُ تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسۡلِمُونَ ١٠٢وَٱعۡتَصِمُواْ بِحَبۡلِ ٱللَّهِ جَمِيعٗا وَلَا تَفَرَّقُواْۚ وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٠٣وَلۡتَكُن مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٤وَلَا تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخۡتَلَفُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلۡبَيِّنَٰتُۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ لَهُمۡ عَذَابٌ عَظِيمٞ ١٠٥يَوۡمَ تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسۡوَدَّتۡ وُجُوهُهُمۡ أَكَفَرۡتُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ فَذُوقُواْ ٱلۡعَذَابَ بِمَا كُنتُمۡ تَكۡفُرُونَ ١٠٦ [آل عمران: 102- 106].

في هَذه الآيَاتِ الكَرِيمَةِ يَأْمُرُ اللَّهُ تعالى عِبَادَهُ المُؤْمِنِينَ؛ لأَِنَّهُم هُم الَّذِينَ يَمْتَثِلُونَ أَوَامِرَ اللَّهِ تعالى، ويَصْغَوْنَ لِنِدَائِهِ: ﴿ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِۦ [آل عمران: 102].


الشرح