×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

المُحَاضَرَةُ السَّابِعَةُ والعِشْرُونَ

في الحَثِّ عَلَى طَلَبِ العِلْمِ وبَيَانِ فَضْلِ العُلَمَاءِ

****

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، والعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ، ولا عُدْوَانَ إلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ اللَّهَ وحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلَهُ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ المَبْعُوثُ رَحْمَةً لِلعَالَمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وأَحْبَابِهِ وأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا.

أَهَمِّيَّةُ العِلْمِ

****

فَقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ رحمه الله في صَحِيحِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ» ([1]).

هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ بَيَّنَ فِيهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلاَمَةَ تَوْفِيقِ اللَّهِ لِعَبْدِهِ عَلَى الخَيْرِ أَنَّ ذَلِكَ بِأَنْ يُفَقِّهْهُ في دِينِهِ.

والفِقْهُ مَعْنَاهُ الفَهْمُ، فالفِقْهُ في الدِّينِ مَعْنَاهُ الفَهْمُ في الدِّينِ بِأَنْ يَفْهَمَ الإِنْسَانُ دِينَهُ ومَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِعْلَهُ ومَا أَوجَبَ عَلَيْهِ تَرْكَهُ مَعَ العَمَلِ بِذَلِكَ والقِيَامِ بِهِ عِلْمًا وعَمَلاً وإِخْلاَصًا لِلَّهِ عز وجل فَإِنَّ هَذَا هُوَ الفِقْهُ في الدِّينِ.

فالفِقْهُ في اللُّغَةِ مَعْنَاهُ الفَهْمُ، ومَعْنَاهُ في اصْطِلاَحِ أَهْلِ العِلْمِ مَعْرِفَةُ الأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ من أَدِلَّتِهَا التَّفْصِيلِيَّةِ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).