كَمَا قَالَ أَحَدُ المُسْتَشْرِقِينَ:
الإِسْلاَمُ مَحْجُوبٌ بِأَهْلِهِ، يَعْنِي: المُنْتَسِبِينَ إِلَيْهِ بِدُونِ
اتِّصَافٍ بِحَقِيقَتِهِ، لا نَقُولُ: إِنَّ الإِسْلاَمَ مَفْقُودٌ بالكُلِّيَّةِ؛
لأَِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ضَمِنَ بَقَاءَ كِتَابِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ
نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾
[الحجر: 9]، وبِبَقَاءِ جَمَاعَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ تَقُومُ عَلَى تَطْبِيقِهِ
وحِفْظِه والدِّفَاعِ عَنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ
عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ
أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي
سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ﴾
[المائدة: 54] وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ
ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم﴾
[محمد: 38].نَعَم هِيَ الجَمَاعَةُ الَّتِي قَالَ عَنْهَا الرَّسُولُ صلى الله
عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ
خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى، وَهُمْ عَلى ذَلِكَ» ([1])([2]).
ومِنْ
هُنَا يَجِبُ عَلَيْنَا التَّعَرُّفُ عَلَى هَذِهِ الجَمَاعَةِ المُبَارَكَةِ
الَّتِي تُمَثِّلُ الإِسْلاَمَ الصَّحِيحَ - جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهَا -
لِيَعْرِفَهَا من يُرِيدُ التَّعَرُّفَ عَلَى الإِسْلاَمِ الصَّحِيحِ وعَلَى
أَهْلِهِ الحَقِيقِيِّينَ لِيَقْتَدِيَ بِهِم ويَسِيرَ في رِكَابِهِم،
ولِيَنْضَمَّ إِلَيْهَا من يُرِيدُ الدُّخُولَ في الإِسْلاَمِ مِنَ الكُفَّارِ.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1920).