×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

كَمَا قَالَ أَحَدُ المُسْتَشْرِقِينَ: الإِسْلاَمُ مَحْجُوبٌ بِأَهْلِهِ، يَعْنِي: المُنْتَسِبِينَ إِلَيْهِ بِدُونِ اتِّصَافٍ بِحَقِيقَتِهِ، لا نَقُولُ: إِنَّ الإِسْلاَمَ مَفْقُودٌ بالكُلِّيَّةِ؛ لأَِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ ضَمِنَ بَقَاءَ كِتَابِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ [الحجر: 9]، وبِبَقَاءِ جَمَاعَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ تَقُومُ عَلَى تَطْبِيقِهِ وحِفْظِه والدِّفَاعِ عَنْهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ [المائدة: 54] وقَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم [محمد: 38].نَعَم هِيَ الجَمَاعَةُ الَّتِي قَالَ عَنْهَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ تبارك وتعالى، وَهُمْ عَلى ذَلِكَ» ([1])([2]).

ومِنْ هُنَا يَجِبُ عَلَيْنَا التَّعَرُّفُ عَلَى هَذِهِ الجَمَاعَةِ المُبَارَكَةِ الَّتِي تُمَثِّلُ الإِسْلاَمَ الصَّحِيحَ - جَعَلَنَا اللَّهُ مِنْهَا - لِيَعْرِفَهَا من يُرِيدُ التَّعَرُّفَ عَلَى الإِسْلاَمِ الصَّحِيحِ وعَلَى أَهْلِهِ الحَقِيقِيِّينَ لِيَقْتَدِيَ بِهِم ويَسِيرَ في رِكَابِهِم، ولِيَنْضَمَّ إِلَيْهَا من يُرِيدُ الدُّخُولَ في الإِسْلاَمِ مِنَ الكُفَّارِ.

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1920).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (3641)، ومسلم رقم (156).