المُرَادُ بالفِرْقَةِ
النَّاجِيَةِ أَهْل السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ
****
كَانَ
المُسْلِمُونَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُمَّةً واحِدَةً
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ
هَٰذِهِۦٓ أُمَّتُكُمۡ أُمَّةٗ وَٰحِدَةٗ وَأَنَا۠ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92] وكَم حَاوَلَ اليَهُودُ والمُنَافِقُونَ
تَفْرِيقَ المُسْلِمِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَم
يَسْتَطِيعُوا، قَالَ المُنَافِقُونَ: ﴿لَا تُنفِقُواْ عَلَىٰ مَنۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ
حَتَّىٰ يَنفَضُّواْۗ﴾
[المنافقون: 7].
فَرَدَّ
اللَّهُ عَلَيْهِم بِقَوْلِهِ: ﴿وَلِلَّهِ خَزَآئِنُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ
وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَفۡقَهُونَ﴾
[المنافقون: 7]..
حَاوَلَ
اليَهُودُ تَفْرِيقَ المُسْلِمِينَ وارْتِدَادِهِم عَنْ دِينِهِم: ﴿وَقَالَت
طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [آل عمران: 72] لَكِنَّ الخُطَّةَ لَم تَنْجَحْ؛
لأَِنَّ اللَّهَ كَشفَهَا وفَضْحَهَا، حَاوَلُوا مَرَّةً ثَانِيَةً فَأَخَذُوا
يَذْكُرُونَ الأَنْصَارَ مَا جَرَى بَيْنَهُم من عَدَاوَةٍ وحُرُوبِ قَبْل
الإِسْلاَمِ ومَا تَقَاوَلُوا بِهِ من أَشْعَارِ الهِجَاءِ فِيمَا بَيْنَهُم
فَكَشَفَ اللَّهُ خُطَّتَهُم بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن تُطِيعُواْ
فَرِيقٗا مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ يَرُدُّوكُم بَعۡدَ إِيمَٰنِكُمۡ
كَٰفِرِينَ﴾ [آل عمران: 100].
إِلَى
قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَوۡمَ
تَبۡيَضُّ وُجُوهٞ وَتَسۡوَدُّ وُجُوهٞۚ﴾
[آل عمران: 106].
وجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الأَنْصَارِ فَوَعَظَهُم وذَكَّرَهُم بِنِعْمَةِ الإِسْلاَمِ، واجْتِمَاعِهِم بِهِ بَعْدَ الفُرْقَةِ فَتَصَافَحُوا وتَعَانَقُوا ([1])، وفَشِلَتْ خُطَّةُ اليَهُودِ وبَقِيَ المُسْلِمُونَ أُمَّةً واحِدَةً، واللَّهُ تَعَالَى أَمَرَهُم بالاجْتِمَاعِ عَلَى الحَقِّ
([1]) انظر: تفسير ابن كثير (1/ 397)، وأسباب النزول للواحدي (149، 150).