×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

فالَّذِي لا يَتَفَقَّهُ في دِينِ اللَّهِ ولا يَهْتَمُّ بِذَلِكَ ولا يَسْعَى لِطَلَبِ العِلْمِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ إِنْسَانٌ مَحْرُومٌ مِنَ الخَيْرِ لأَِنَّهُ لا يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَعْبُدَ اللَّهَ تعالى حَقَّ عِبَادَتِهِ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي يَرْضَاهُ إلاَّ إِذَا تَفَقَّهَ في دِينِهِ وأَدَّى العِبَادَةَ عَلَى الوَجْهِ الَّذِي شَرَعَهُ اللَّهُ تعالى، ولا يُمْكِنُ لِلإِنْسَانِ أَنْ يُؤَدِّيَ العِبَادَةَ عَلَى الوَجْهِ المَشْرُوعِ إلاَّ إِذَا تَفَقَّهَ في دِينِ اللَّهِ عز وجل والَّذِي يَعْمَلُ ويَعْبُدُ من غَيْرِ فِقْهٍ لا يَكُونُ عَمَلُهُ مُؤَسَّسًا عَلَى أَسَاسٍ صَحِيحٍ، فَقَدْ يَكُونُ كُلُّهُ أو أَكْثَرُهُ ضَلاَلاً.

من هُنَا نَعْرِفُ أَهَمِّيَّةَ التَّفَقُّهِ في دِينِ اللَّهِ تعالى، وأَنَّهُ أَمْرٌ عَظِيمٌ، وأَنَّهُ مَطْلُوبٌ من كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَفَقَّهَ في دِينِ اللَّهِ ولا يَبْقَى عَلَى جَهْلٍ وعَلَى خَطَإ ولا يَدْرِي كَيْفَ يَعْبُدُ اللَّهَ عز وجل وكَيْفَ يُؤَدِّي مَا افْتَرَضَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، وكَذَلِكَ يَحْتَاجُ لِلفِقْهِ في دِينِهِ في مُعَامَلاَتِهِ ويَحْتَاجُ إِلَى الفِقْهِ في دِينِهِ في علاَقَتِهِ بِأَهْلِهِ وأَوْلاَدِهِ وجِيرَانِهِ وأَقَارِبِهِ وإِخْوَانِهِ، يَحْتَاجُ إِلَى التَّفَقُّهِ في الدِّينِ من أَجْلِ أَنْ يُعْطِيَ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فالَّذِي لا يَتَفَقَّهُ في الدِّينِ لا يُمْكِنُ أَنْ يُعْطِيَ أَصْحَابَ الحُقُوقِ حُقُوقَهُم عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ ابْتِدَاءً من حَقِّ اللَّهِ تعالى ثُمَّ حُقُوقِ العِبَادِ.


الشرح