أَنْوَاعُ الفِقْهِ
****
·
والفِقْهُ
في الدِّينِ عَلَى نَوْعَيْنِ:
النَّوْعُ الأَوَّلُ: الفِقْهُ في العَقِيدَةِ
****
·
المُرَادُ
بالفِقْهِ في العَقِيدَةِ:
الَّتِي
هِيَ أَسَاسُ الدِّينِ فلا بُدَّ أَنْ يَعْرِفَ الإِنْسَانُ مَا يُصَحِّحُ
عَقِيدَتَهُ ومَا يُخِلُّ بِهَا ومَا يُنْقِصُهَا مِنَ الأُمُورِ الشِّرْكِيَّةِ
أو البِدْعِيَّةِ فالتَّفَقُّهُ في العَقِيدَةِ بِمَعْنَى أَنَّ الإِنْسَانَ
يَتَعَلَّمُ عَقِيدَةَ التَّوْحِيدِ ويَتَعَلَّمُ مَا يَلْزَمُ لِهَذِهِ
العَقِيدَةِ ويَتَعَلَّمُ مَا يُضَادُّ هَذِهِ العَقِيدَة أو يُخِلُّ بِهَا أو
يُنْقِصُهَا، هَذَا النَّوْعُ مِنَ الفِقْهِ هَذَا هُوَ الأَسَاسُ ويُسَمَّى
عِنْدَ بَعْضِ العُلَمَاءِ «بالفِقْهِ
الأَكْبَرِ» وذَلِكَ بِأَنْ يَعْرِفَ الإِنْسَانُ رَبَّه عز وجل بِأَسْمَائِهِ
وصِفَاتِهِ، ويَعْرِفَ كَيْفَ يَعْبُدُ اللَّهَ حَقَّ عِبَادَتِهِ؟ ولِمَاذَا
خُلِقَ هَذَا الإِنْسَانُ؟ ومَا المَطْلُوبُ مِنْهُ نَحْوَ رَبِّهِ تعالى؟ ومَا
الَّذِي لا يَجُوزُ في حَقِّ اللَّهِ تعالى حَتَّى يَتَجَنَّبَهُ، هَذَا النَّوْعُ
مِنَ الفِقْهِ هُوَ الفِقْهُ الأَسَاسِيُّ، وهُوَ أَنْ يَعْرِفَ أَقْسَامَ
التَّوْحِيدِ الثَّلاَثَةَ: تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ، وتَوْحِيدُ
الأُلُوهِيَّةِ، تَوْحِيدُ الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ من أَجْلِ أَنْ يَقُومَ
بِكُلِّ نَوْعٍ مِنْهَا عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوبِ وكَذَلِكَ إِلَى جَانِبِ
مَعْرِفَةِ أَنْوَاعِ التَّوْحِيدِ ومُكَمِّلاَتِهِ وحُقُوقِهِ لا بُدَّ أَنْ
يَعْرِفَ مَا يُضَادُّ التَّوْحِيدَ ويُخَالِفُهُ من عَقَائِدِ الشِّرْكِ
والبِدَعِ والمُخَالَفَاتِ حَتَّى يَتَجَنَّبَهَا وإِلاَّ فَقَدْ يَلْتَبِسُ
عَلَيْهِ الأَمْرُ وقَدْ يَظُنُّ أَنَّ الشِّرْكَ لا بَأْسَ بِهِ خُصُوصًا إِذَا
نَشَأَ في بَلَدٍ أو في جِيلٍ لا يَعْرِفُونَ التَّوْحِيدَ ولا يَعْرِفُونَ
مَعْنَى الشِّرْكِ.