العِلْمَ؟ ولا أَيْنَ دَرَسَ؟ ولا مَا هِيَ
عَقِيدَتُهُ؟ ثُمَّ نَتَلَقَّى مَا يَقُولُهُ ونَتَبَنَّاهُ، ونَتْرُكُ مَا نَحْنُ
عَلَيْهِ مِنَ الدِّينِ الصَّحِيحِ والعَقِيدَةِ الصَّحِيحَةِ والمَنْهَجِ
السَّلِيمِ؟
احْذَرُوا
من هَذَا يَا عِبَادَ اللَّهِ، وحَذِّرُوا إِخْوَانَكُم وأَوْلاَدَكُم، نَحْنُ
جَمَاعَةٌ واحِدَةٌ، وأُمَّةٌ واحِدَةٌ، وعَلَى مَنْهَجٍ واحِدٍ، وعَقِيدَةٍ
واحِدَةٍ، ودَوْلَتُنَا - ولِلَّهِ الحَمْدُ - دَوْلَةٌ إِسْلاَمِيَّةٌ، والحُكْمُ
فِينَا بِشَرِيعَةِ اللَّهِ، إِنَّنَا لا نَقُولُ: إِنَّنَا كَامِلُونَ، عِنْدَنَا
نَقْصٌ ولَكِنْ نَقْصٌ دُونَ نَقْصٍ، الحَمْدُ لِلَّهِ مَا دَامَ أَنَّ الأَمْرَ
فِينَا بِكِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم والبِلاَدَ
كُلَّهَا من أَقْصَاهَا إِلَى أَقْصَاهَا بِلاَدٌ إِسْلاَمِيَّةٌ تَحْكُمُ
بِشَرِيعَةِ اللَّهِ، والعَقِيدَةَ واحِدَةٌ، والمَنْهَجَ واحِدٌ، خَلَفٌ عَنْ
سَلَفٍ، لِمَاذَا إِذًا نَقْبَلُ هَذِهِ المَبَادِئَ، وهَذِهِ الأَفْكَارَ،
وهَذِهِ المَنَاهِجَ المُخْتَلِفَةَ؟ ثُمَّ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنَّا تَأْخُذْ
مَنْهَجًا، وكُلُّ طَائِفَةٍ تُعَادِي الطَّائِفَةَ الأُخْرَى، ونَتْرُكُ
المَنْهَجَ الصَّحِيحَ السَّلِيمَ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ آبَاؤُنَا
وأَجْدَادُنَا، وعَاشَت عَلَيْهِ أَجْيَالُنَا وبِلاَدُنَا، أَلَيسَ هَذَا
نُكْرَانًا لِلنِّعْمَةِ؟ أَلَيسَ هَذَا كُفْرًا بِالنِّعْمَةِ؟ لِمَاذَا لا
نَتَذَكَّرُ نِعْمَةَ اللَّهِ؟ ﴿وَٱذۡكُرُواْ نِعۡمَتَ ٱللَّهِ عَلَيۡكُمۡ إِذۡ كُنتُمۡ
أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا﴾ [آل عمران: 103]، مَا أَشْبَه اللَّيْلَة بالبَارِحَةِ،
ومَا أَشْبَهَ اليَوْم بالأَمْسِ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَسْتَجْلِيَ التَّارِيخَ،
ونَقْرَأَ السِّيَرَ، ونَعْرِفَ مَكَانَنَا، ونَعْرِفَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ.
أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي ولَكُم ولِجَمِيعِ المُسْلِمِينَ وصَلَّى
اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
***
الصفحة 22 / 357