وسُمِّيَ هَذَا العَامُ عَامُ الجَمَاعَةِ،
واسْتَتَبَّ الأَمْرُ ولِلَّهِ الحَمْدُ، ورَدَّ اللَّهُ اليَهُودَ والمَجُوسَ
بِغَيْظِهِم، وعَادَتْ كَلِمَةُ المُسْلِمِينَ واحِدَةً، ودَوْلَتُهُم واحِدَةً،
وعَادَ لَهُم العِزُّ في زَمَانِ الدَّوْلَةِ الأُمَوِيَّةِ والدَّوْلَةِ
العَبَّاسِيَّةِ، إِلَى أَنْ ضَعُفَ أَمْرُ المُسْلِمِينَ في الأَخِيرِ،
فَدَخَلَتِ البِدَعُ والخُرَافَاتُ الصُّوفِيَّةُ والقْبُورِيَّةُ في دِينِ
المُسْلِمِينَ، فَفَرَّقَتْ بَيْنَهُم، حَتَّى إِنَّ هَذِهِ البِلاَدَ - بِلاَدَ
نَجْدٍ - كَانَتْ مُتَفَرِّقَةً، كُلُّ قَرْيَةٍ تَحْكُمُ نَفْسَهَا، وكُلُّ
قَرْيَةٍ تُقَاتِلُ القَرْيَةَ الأُخْرَى، ويَحْصُلُ بَيْنَهُم مَا تَقْرَؤُونَ في
التَّارِيخِ.
ومَنَّ
اللَّهُ عَلَى أُسْرَةٍ مِنَ الحُكَّامِ، وهُم آلُ سُعُودٍ، وكَانُوا يَحْكُمُونَ
قَرْيَةً مِنَ القُرَى، ولَكِنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى «..........» فَنَاصَرَ دَعْوَةَ الشَّيْخِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الوَهَّابِ، وجَاهَدَ مَعَهُ، واجْتَمَعَ جِهَادُ العِلْمِ وجِهَادُ السَّيْفِ
حَتَّى دَخَلَتِ البِلاَدُ في أَمْنٍ واسْتِقْرَارٍ، وذَهَبَتْ عَنْهَا العَادَاتُ
الجَاهِلِيَّةُ والتَّقَالِيدُ البَاطِلَةُ، وأُزِيلَتْ مِنْهَا البِدَعُ
والخُرَافَاتُ والشِّركيَّاتُ، فَتَوَحَّدَتِ البِلاَدُ تَحْتَ رَايَةِ لا إِلَهَ
إلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، واسْتَتَبَّ الأَمْنُ، وحَصَلَتِ
الأُخُوَّةُ بَيْنَ النَّاسِ، واجْتَمَعَ أَهْلُ القُرَى والمُدُنُ عَلَى دَوْلَةٍ
واحِدَةٍ وأُمَّةٍ واحِدَةٍ، لَكِنْ لا تَنْسَوْا أَنَّ الأَعْدَاءَ لا يَزَالُونَ
يُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا هَذَا الاجْتِمَاعَ، هُم يَبُثُّونَ الآنَ
التَّفْرِقَةَ بَيْنَ هَذِهِ الأُمَّةِ، في هَذِهِ البِلاَدِ، بِمَا دَسُّوهُ من
مَبَادِئٍ ومَنَاهِجَ غَرِيبَةٍ ومَشْبُوهَةٍ تَقَبَّلَهَا بَعْضُ الشَّبَابِ،
نَسْأَلُ اللَّهَ أَنَّ يُصْلِحَهُم ويَهْدِيَهُم، واللَّهِ، إِنَّهُم لا
يُرِيدُونَ بِنَا إلاَّ الشَّرَّ، وإِلاَّ....لِمَاذَا يَا عِبَادَ اللَّهِ؟
أَلَسْنَا جَمَاعَةً واحِدَةً؟ أَلْسْنَا عَلَى دِينِ التَّوْحِيدِ وعَلَى
عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ؟ أَلسْنَا نَعِيشُ الأَمْنَ والاسْتِقْرَارَ؟ مَنِ الَّذِي
يُرِيدُ غَيْرَ هَذَا؟ لِمَاذَا نَقْبَلُ الأَفْكَارَ الدَّخِيلَةَ والمَنَاهِجَ
المُسْتَوْرَدَةَ من فُلاَنٍ وعِلاَّنٍ مِمَّنْ لا يُعْرَفُ لا بِدِينٍ ولا
بِعِلْمٍ، ولا يُعْرَفُ من أَيْنَ تَلَقَّى