×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

الخُصُومَةِ، بَلْ لا بُدَّ مِنَ الإِصْلاَحِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ، وكَذَلِكَ الإِصْلاَحُ واجِبٌ عَلَى المُسْلِمِينَ إِذَا حَصَلَ نِزَاعٌ بَيْنَ قَبِيلَةٍ وقَبِيلَةٍ، أو بَيْنَ جَمَاعَةٍ وجَمَاعَةٍ مِنَ المُسْلِمِينَ.

التَّرْغِيبُ في السَّعْيِ في إِصْلاَحِ ذَاتِ البَيْنِ

****

قَالَ تَعَالَى: ﴿وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ ٱللَّهِۚ فَإِن فَآءَتۡ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ وَأَقۡسِطُوٓاْۖ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ ٩إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ إِخۡوَةٞ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَ أَخَوَيۡكُمۡۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ ١٠ [الحجرات: 9- 10] فَإِذَا حَصَلَ نِزَاعٌ بَيْنَ قَبِيلَتَيْنِ مِنَ المُؤْمِنِينَ، وأَدَّى هَذَا النِّزَاعُ إِلَى الاقْتِتَالِ، فَإِنَّهُ لا يَجُوزُ لِلمُسْلِمِينَ أَنْ يَقِفُوا مَكْتُوفِي الأَيْدِي، بَلْ لا بُدَّ مِنَ التَّدَخُّلِ لِلصُّلْحِ بَيْنَهُمَا، وذَلِكَ بِأَنْ يُنْظَرَ في سَبَبِ النِّزَاعِ الَّذِي تَقَاتَلاَ من أَجْلِهِ، فَيُصْلَحُ بَيْنَهُمَا لِيَنْتَهِيَ القِتَالُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ، فَإِنِ انْتَهَى عَلَى هَذَا فالحَمْدُ لِلَّهِ، أَمَّا إِذَا أَبَتْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنْ تَخْضَعَ لِلصُّلْحِ فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى الطَّائِفَةِ المَظْلُومَةِ، ويُقَاتِلُوا مَعَهَا الطَّائِفَةَ الظَّالِمَةَ.

﴿فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى ٱلۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ ٱلَّتِي تَبۡغِي [الحجرات: 9] والبَغيُّ مَعْنَاهُ التَّعَدِّي، فَإِنْ أَبَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الطَّوَائِفِ المُقْتَتِلَةِ أَنْ تَقْبَلَ الصُّلْحَ، وأَرَادَتِ الاسْتِمْرَارَ في القِتَالِ، فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِينَ ووَلِيِّ أَمْرِهِم أَنْ يَنْضَمُّوا إِلَى الطَّائِفَةِ الَّتِي بُغِيَ عَلَيْهَا، ويُقَاتِلُوا مَعَهَا الطَّائِفَةَ البَاغِيَةَ حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، أَيْ: تَرْجِعُ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ، فَتُوَافِقُ عَلَى الصُّلْحِ، وتَحْكِيمِ شَرْعِ اللَّهِ في هَذَا النِّزَاعِ، ﴿فَإِن فَآءَتۡ [الحجرات: 9] أَيْ: رَجَعَتْ، ﴿فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَا بِٱلۡعَدۡلِ [الحجرات: 9] من غَيْرِ حَيْفٍ أو عَاطِفَةٍ مَعَ طَائِفَةٍ دُونَ أُخْرَى؛ لأَِنَّ كِلاَ


الشرح