ثَانِيًا:
ومِنْ صِفَاتِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ المُحَافظَةُ عَلَى إِقَامَةِ
شَعَائِرِ الإِسْلاَمِ من إِقَامَةِ صَلاَةِ الجُمُعَةِ والجَمَاعَةِ، خِلاَفًا
لِلمُبْتَدِعَةِ والمُنَافِقِينَ الَّذِينَ لا يُقِيمُونَ الجُمُعَةَ
والجَمَاعَةَ.
ثَالِثًا:
ومِنْ صِفَاتِهِم قِيَامُهُم بِالنَّصِيحَةِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ والتَّعَاوُنُ عَلَى
البِرِّ والتَّقْوَى، عَمَلاً بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا:
لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلهِ، وَلِكِتَابِهِ،
وَلِرَسُولِهِ، وَلأَِئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَعَامَّتِهِمْ،» ([1]).وبِقَوْلِهِ
صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ([2]).
رَابِعًا:
ومِنْ صِفَاتِهِم ثَبَاتُهُم في مَوَاقِفِ الامْتِحَانِ، وذَلِكَ بِالصَّبْرِ
عِنْدَ البَلاَءِ، والشُّكْرِ عِنْدَ الرَّخَاءِ، والرِّضَا بِمُرِّ القَضَاءِ.
خَامِسًا:
ومِنْ صِفَاتِهِم أَنَّهُم يَتَحَلَّوْنَ بِمَكَارِمِ الأَخْلاَقِ ومَحَاسِنِ
الأَعْمَالِ، وبِرِّ الوَالِدَيْنِ وصلَةِ الأَرْحَامِ وحُسْنِ الجِوَارِ،
ويَنْهَوْنَ عَنِ الفَخْرِ والخُيَلاَءِ والبَغْيِ والظُّلْمِ والتَّرَفُّعِ عَلَى
النَّاسِ عَمَلاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ
وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ
وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ
ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ
مُخۡتَالٗا فَخُورًا﴾ [النساء:
36]، وبِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أَكْمَلُ
الْمُؤْمِنِينَ إِيمَانًا؟ أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا» ([3]).
نَسْأَلُ
اللَّهَ عز وجل أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُم بِمَنِّهِ وكَرَمِهِ، وأَنْ لا يُزِيغَ
قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا، وصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
***
([1]) أخرجه: مسلم رقم (55).
الصفحة 18 / 357