×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

إِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى لَنَا هَذَا، ورَسُولَنَا صلى الله عليه وسلم لا يَرْضَى لَنَا هَذَا، وكَذَلِكَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ وأَئِمَّتُنَا لا يَرْضَوْنَ لَنَا هَذَا.

لا يَلِيقُ بِنَا إلاَّ أَنْ نَكُونَ جَمَاعَةً واحِدَةً مُتَمَسِّكِينَ بِكِتَابِ اللَّهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم علينا نبذ فِكْر الجَمَاعَاتُ الإِسْلاَمِيَّةُ في خَارِجِ بِلاَدِنَا حتى لا يُفْسِدُ شَبَابَنَا وحتى لا يُزِيلُ هَذِهِ النِّعْمَةَ الَّتِي نَعِيشُ فِيهَا.

السَّبَبُ الثَّانِي من أَسْبَابِ التَّفَرُّقِ

الاسْتِمَاعُ إِلَى الأَكَاذِيبِ ونَحْوِهَا

****

ثَانِيًا: ومِنْ أَسْبَابِ هَذَا التَّفَرُّقِ وهَذَا الاخْتِلاَفِ الاسْتِمَاعُ إِلَى الأَكَاذِيبِ وإِلَى الوِشَايَاتِ والإِرْجَافَاتِ والتَّرْوِيجَاتِ الَّتِي يُرَوِّجُهَا بَيْنَنَا ضِعَافُ الإِيمَانِ أو المُنَافِقُونَ أو المُغْرِضُونَ الَّذِينَ لا يُريدُونَ لَنَا أَنْ نَجْتَمِعَ عَلَى عَقِيدَةٍ واحِدَةٍ وعَلَى دِينٍ واحِدٍ.

فالوَاجِبُ عَلَيْنَا التَّثَبُّتُ وعَدَمُ التَّسَرُّعِ واللَّهُ سُبْحَانَهُ أَمَرَنَا بِالتَّثَبُّتِ فِيمَا يَخْتَصُّ بالعَامَّةِ مِنَ الأُمَّةِ وجَعَلَ أُمُورَ السِّلْمِ والحَرْبِ والأُمُورَ العَامَّةِ جَعَلَ المَرْجِعَ فِيهَا إِلَى وُلاَةِ الأُمُورِ وإِلَى العُلَمَاءِ خَاصَّةً، ولا يَجُوزُ لأَِفْرَادِ النَّاسِ أَنْ يَتَدَخَّلُوا فِيهَا؛ لأَِنَّ هَذَا يُشَتِّتُ الأَمْرَ، ويُفَرِّقُ الوحْدَةَ، ويُتِيحُ الفُرْصَةَ لأَِصْحَابِ الأَغْرَاضِ الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بالمُسْلِمِينَ الدَّوَائِرَ.

فَهُنَاكَ أُمُورٌ هِيَ منِ اخْتِصَاصِ وُلاَةِ الأُمُورِ ومِنِ اخْتِصَاصِ عُلَمَاءِ الأُمَّةِ أَمَّا أَفْرَادُنَا فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِي لَهُم أَنْ يَتَدَخَّلُوا فِيهَا؛ لأَِنَّهَا لَيْسَتْ من شُؤُونِهِم وإِذَا تَدَخَّلَ فِيهَا كُلُّ أَحَدٍ فَسَدَتْ.

يَقُولُ اللَّهُ تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡۗ وَلَوۡلَا 


الشرح