×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

وكَانَتْ هَذِهِ البِلاَدُ - والحَمْدُ لِلَّهِ - تَسِيرُ عَلَى هَذَا النَّهْجِ كَمَا يَعْرِفُ هَذَا القَاصِي والدَّانِي لا يُنْكِرُهُ إلاَّ مُكَابِرٌ، كَانَتْ هَذِهِ البِلاَدُ تَسِيرُ عَلَى مَنْهَجٍ سَلِيمٍ، تَسِيرُ عَلَى مَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ في العَقِيدَةِ، وفي الدَّعْوَةِ إِلَى اللَّهِ عز وجل وفي الأَمْرِ بالمَعْرُوفِ والنَّهْيِ عَنِ المُنْكَرِ وفي الحُكْمِ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ، كُلُّ هَذَا مَوْجُودٌ ولا يَزَالُ - ولِلَّهِ الحَمْدُ - في هَذِهِ البِلاَدِ لا يُنْكِرُ ذَلِكَ إلاَّ مُكَابِرٌ.

·       خُطُورَةُ المَنَاهِجِ المُسْتَوْرَدَةِ المُخَالِفَةِ لِلكِتَابِ والسُّنَّةِ:

لَكِنْ إِذَا تَنَكَّرْنَا لِهَذَا المَنْهَجِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ سَلَفُنَا الصَّالِحُ واسْتَوْرَدْنَا مَنَاهِجَ من هُنَا وهُنَاكَ تُفَرِّقنَا وصَارَ كُلُّ جَمَاعَةٍ لَهَا مَنْهَجٌ يُخَالِفُ مَنْهَجَ الجَمَاعَةِ الأُخْرَى، وكُلُّ جَمَاعَةٍ تُخَطِّئُ الجَمَاعَةَ الأُخْرَى.

لِمَاذَا هَذَا يَا عِبَادَ اللَّهِ؟! أَلَسْنَا أُمَّةً واحِدَةً؟! أَلَيسَ دِينُنَا الإِسْلاَمَ؟ أَلَيسَ مَنْهَجُنَا هُوَ مَنْهَج الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم وصَحَابَتِهِ؟ أَلَيسَ دَلِيلُنَا ومَرْجِعُنَا هُوَ كِتَابُ اللَّهِ وسُنَّةُ رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم ؟ إِذَنْ لِمَاذَا نَسْتَوْرِدُ المَبَادِئَ والمَنَاهِجَ من هُنَا وهُنَاكَ، والوَاجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نُصَدِّرَ هَذَا المَنْهَجَ السَّلِيمَ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ في بِلاَدِ العَالَمِ، كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ [آل عمران: 110].

·       تَعَدُّدُ المَنَاهِجِ سَبَبٌ لِلتَّفَرُّقِ:

أَمَّا إِذَا تَفَرَّقْنَا فَإِنَّ هَذَا يُرْضِي أَعْدَاءَنَا كَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ [الأنعام: 159].

وقَالَ تعالى: ﴿فَتَقَطَّعُوٓاْ أَمۡرَهُم بَيۡنَهُمۡ زُبُرٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۢ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ [المؤمنون: 53].


الشرح