اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ
وَعِرْضِهِ» ([1])،
فالتَّوَرُّعُ مَشْرُوعٌ؛ لأَِنَّهُ احْتِيَاطٌ لِلدِّينِ، وأَمَّا الغُلُوُّ
فَهُوَ مَمْنُوعٌ ومَنْهِيّ عَنْهُ؛ لأَِنَّهُ زِيَادَةٌ في الدِّينِ والنَّبِيُّ
مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بالاحْتِيَاطِ والتَّوَرُّعِ ونَهَى عَنِ
الغُلُوِّ.
الغُلُوُّ والتَّشَدُّدُ في ضَوْءِ النُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ
والعُلَمَاءِ المُعْتَبَرِينَ
****
س
7: فَضِيلَةُ الشَّيْخِ، إِنَّ البَعْضَ جَعَلُوا الالْتِزَامَ بِالدِّينِ هُوَ
المِقْيَاسُ الحَقِيقِيُّ لِلغُلُوِّ في الدِّينِ فَكُلُّ مَنِ التَزَمَ
بِالدِّينِ يَعُدُّونَهُ متشَدِّدًا، ويَرَوْنَ أَنَّ الإِنْسَانَ الَّذِي لا
يُحَافِظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ ولا يَهْتَمُّ بِسَائِرِ أُمُورِ الالْتِزَامِ في
الَّذِي يَجْعَلُونَ مِنْهُ إِنْسَانًا مُعْتَدِلاً فَمَا هِيَ تَوْجِيهَاتُكُم
لِمِثْلِ هَذَا؟
ج
7: نَحْنُ أَشَرْنَا إِلَى هَذَا في كَلِمَتِنَا وقُلْنَا: إِنَّ المُتَسَاهِلِينَ
يَعْتَبِرُونَ الدِّينَ تَشَدُّدًا ويَرَوْنَ أَنَّ مَن تَمَسَّكَ بِدِينِهِ
وحَافَظَ عَلَى صَلاَتِهِ وحَافَظَ عَلَى آدَابِ الإِسْلاَمِ مُتَشَدِّدٌ،
لِمَاذَا؟ لأَِنَّهُم مُتَسَاهِلُونَ، فالمُتَسَاهِلُ يَعْتَبِرُ المُتَمَسِّكُ
بِالدِّينِ مُتَشَدِّدًا كَالْمَرِيضِ الَّذِي يَعْتَبِرُ العَسَلَ عَلْقَمًا بِسَبَبِ
المَرَضِ الَّذِي فِيهِ، والَّذِي يُبَيِّنُ الغُلُوَّ والتَّشَدُّدَ هُوَ
النُّصُوصُ الشَّرْعِيَّةُ والعُلَمَاءُ المُعْتَبَرُونَ لا عُرْف النَّاسِ
خُصُوصًا المُتَسَاهِلِينَ مِنْهُم، واللَّهُ أَعْلَم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).
الصفحة 16 / 357