×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

القُدْوَةُ في طَلَبِ العِلْمِ

****

جِبْرِيلُ عليه الصلاة والسلام الرُّوحُ الأَمِينَ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحَضْرَةِ أَصْحَابِهِ دَخَلَ عَلَيْهِم كَمَا يَقُولُ عُمَرُ: «بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ، لاَ يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلاَ يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ، فَجَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْيمَانُ؟ قَالَ: الإِْيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ الآْخِرِ، وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ، قَالَ: صَدَقْتَ، قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ، وَيُصَدِّقُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْسْلاَمِ، قَالَ: الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»، وفي رِوَايَةٍ: «وأَنْ تَحُجَّ الْبَيْتَ وَتَعْتَمِرَ، فَقَالَ: صَدَقْتَ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِْحْسَانِ. قَالَ: الإِْحْسَانُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ,قَالَ: صَدَقْتَ أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ، قَالَ: مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» ([1])، يَعْنِي: أَنَا وأَنْتَ في ذَلِكَ سَوَاء كُلٌّ مِنَّا لا يَعْرِفُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةَ؛ لأَِنَّ هَذَا لا يَعْلَمُهُ إلاَّ اللَّهُ تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلۡمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلۡغَيۡثَ وَيَعۡلَمُ مَا فِي ٱلۡأَرۡحَامِۖ [لقمان: 34] ﴿يَسۡ‍َٔلُكَ ٱلنَّاسُ عَنِ ٱلسَّاعَةِۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ ٱللَّهِۚ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا [الأحزاب: 63] ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَا ٤٢فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ ٤٣إِلَىٰ رَبِّكَ مُنتَهَىٰهَآ ٤٤ [النازعات: 42- 44] ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلسَّاعَةِ أَيَّانَ مُرۡسَىٰهَاۖ قُلۡ إِنَّمَا عِلۡمُهَا عِندَ رَبِّيۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقۡتِهَآ إِلَّا هُوَۚ [الأعراف: 187].


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).