التَّعْرِيفُ بِشَيْخِ الإِسْلاَمِ ابْنُ
تِيمِية
****
·
نَسَبُهُ
وموْلِدُهُ:
هُوَ
شَيْخُ الإِسْلاَمِ الحَافِظِ تَقِي الدِّينِ أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
عَبْدِ الحَلِيمِ ابْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي
القَاسِمِ بْنُ الخِضْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنُ تِيمِية الحِرَانِي الحَنْبَلِيِّ.
وُلِدَ
بِحرَانِ يَوْمَ الاثْنَيْنِ عَاشِرَ رَبِيعِ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وسِتِّينَ
وسِتّمِائَة، وقَدِمَ بِهِ والدُهُ وبأَخوِيه عِنْدَ اسْتِيلاَءِ التَّتَارِ عَلَى
البِلاَدِ إِلَى دِمَشْقَ سَنَةَ 667 هـ.
·
مَشَايِخُهُ
وتَحْصِيلُهُ:
أَخَذَ
الفِقْهَ والأُصُولَ عَنْ والدِهِ وسَمِعَ عَنْ خَلْقِ كَثِيرٍ مِنْهُم الشَّيْخُ
شَمْسُ الدِّينِ، والشَّيْخُ زَيْنُ بْنُ المنجّا، والمَجْدُ بْنُ عَسَاكِرَ،
وقَرَأَ العَرَبِيَّةَ عَلَى ابْنِ عَبْدِ القَوِيِّ، ثُمَّ أخذ كِتَابَ
سِيبَوَيْهَ فَتَأَمَّلَهُ وفَهِمَهُ، وعُنِيَ بالحَدِيثِ وسَمَعَ الكُتُبَ الستةَ
والمسند مَرَّاتٍ، وأَقْبَلَ عَلَى تَفْسِيرِ القُرْآنِ الكَرِيمِ فَبَرَزَ فِيهِ،
وأَحْكَمَ أُصُولَ الفِقْهِ والفَرَائِضَ والحِسَابَ والجَبْرَ والمُقَابَلَةَ
وغَيْرَ ذَلِكَ مِنَ العُلُومِ، ونَظَرَ في الكَلاَمِ والفَلْسَفَةِ وبَرَزَ في
ذَلِكَ. ورَدَّ عَلَى أَكَابِرَ المُتَكَلِّمِينَ، والفَلاَسِفَةِ، وتَأَهَّلَ
لِلفَتْوَى والتَّدْرِيسِ ولَهُ دُونَ العِشْرِينَ مِنَ السِّنِينَ، وتَضَلَّع في
عِلْمِ الحَدِيثِ وحِفْظِهِ وكَانَ سَرِيعَ الحِفْظِ قَوِيَّ الإِدْرَاكِ آيَةً في
الذَّكَاءِ رَأْسًا في مَعْرِفَةِ الكِتَابِ والسُّنَّةِ والاخْتِلاَفِ بَحْرًا في
النَّقْلِيَّاتِ، وكَانَ لَهُ بَاعٌ طَوِيلٌ في مَعْرِفَةِ مَذَاهِبِ الصَّحَابَةِ
والتَّابِعِينَ.