ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ
وَمَثَلُهُمۡ فِي ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطَۡٔهُۥ فََٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ
فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ
وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم
مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا﴾
[الفتح: 29].
وقَدْ
وصَفَهُم النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ
كمَثَلِ الْجَسَدِ الوَاحِد، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ
الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» ([1])
وكَمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» وشَبَّك بَيْنَ
أَصَابِعَهُ صلى الله عليه وسلم ([2])،
عَامِلِينَ بِقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَخْبَرَ عَنِ افْتِرَاقِ هَذِهِ
الأُمَّةِ عَلَى ثَلاَثٍ وسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلّهَا في النَّارِ إِلاَّ
واحِدَةً، كَانُوا عَامِلِينَ بِقَوْلِهِ عِنْدَمَا سَأَلُوهُ عَنْ هَذِهِ
الوَاحِدَةِ النَّاجِيَةِ مَا هِيَ؟ قَالَ: «مَنْ
كَانَ عَلَى مِثْلِ مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» ([3])
فَكَانُوا مُتَمَسِّكِينَ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم
وأَصْحَابِهِ ولا يَزَالُونَ كَذَلِكَ بِحَمْدِ اللَّهِ تَعَالَى.
عَلاَمَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ
****
عَلاَمَةُ
أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ: أَنَّهُم يَدٌ واحِدَةٌ، لأَِنَّهُم إِخْوَةٌ،
فلا يُكَفِّرُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ولا يُفَسِّقُ بَعْضُهُم بَعْضًا، ولا يُبَدِّعُ
بَعْضُهُم بَعْضًا، لأَِنَّ هَذِهِ الأُمُورَ هِيَ سِمَةُ الفِرَقِ الضَّالَّةِ.
ومِنْهَا: أَنَّهُم عَامِلُونَ بِوَصِيَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم في قَوْلِهِ: «مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2586).