×
محاضرات في العقيدة والدعوة الجزء الثاني

 مِنْ بَعْدِي، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ» ([1])، فَكَانُوا عَلَى هَذَا المَنْهَجِ الرَّبَّانِيِّ مُتَمَسِّكِينَ بِسنّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسُنَّةِ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ، ومَنْهَجِ السَّلَفِ الصَّالِحِ، ولا يَزَالُونَ كَذَلِكَ - ولِلَّهِ الحَمْدُ - وإِنْ كَانُوا قِلَّةً، إلاَّ أَنَّهُم فِيهِمُ البَرَكَةَ وفِيهِمُ الخَيْرَ.

وقَدْ وصَفَهُم اللَّهُ تَعَالَى في قَوْلِهِ: ﴿وَٱلسَّٰبِقُونَ ٱلۡأَوَّلُونَ مِنَ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ وَٱلۡأَنصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [التوبة: 100] فَكَانُوا مُتَّبِعِينَ لِمَنْهَجِ المُهَاجِرِينَ والأَنْصَارِ بِإِحْسَانٍ مُتَمَسِّكِينَ بِذَلِكَ، عَامِلِينَ بِقَوْلِهِ تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].

من أُصُولِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ

****

من أُصُولِ مَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ: سَلاَمَةُ قُلُوبِهِم وأَلْسِنَتِهِم لأَِصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسَلاَمَةُ قُلُوبِهِم وأَلْسِنَتِهِم لِإِخْوَانِهِم المُسْلِمِينَ في أَيِّ وقْتٍ وفي أَيِّ مَكَانٍ، ﴿وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [الحشر: 10].

عَامِلِينَ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ» ([2])وهَذِهِ صِفَةُ أَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ«الفِرْقَةُ النَّاجِيَةُ»، إِنَّهُم سَائِرُونَ


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (13)، ومسلم رقم (45).