فالمساجد تُصان عن أمور الدنيا والكلام في أمور
الدنيا، إنما هذا محله الشوارع، محله الأسواق والدكاكين.
قوله
رحمه الله: «فَمَا دَامَ
كَذَلِكَ فَهُوَ فِي صَلاة»، فما دام جالسًا ينتظر الصلاة، ويشتغل بذكر الله
عز وجل أو يسكت؛ فهو في صلاة، يعني: له أجر المصلي، يُكتَب له أجر المصلي وهو
جالس، أما إذا خاض في أمور الدنيا، فإنه يقطع عليه هذا الثواب.
قوله
رحمه الله: «فَمَا دَامَ
كَذَلِكَ فَهُوَ فِي صَلاةٍ، وَالمَلائِكَةُ تَسْتَغْفِرُ لَهُ مَا لَمْ يُؤْذِ
أَوْ يُحْدِثْ»، وهذه مزية ثانية أيضًا:
أولاً:
أنه يكون في صلاة، له أجر المصلي.
وثانيًا:
أن الملائكة تستغفر له، تقول: «اللهم اغفر
له»، تطلب له المغفرة من الله، ودعاء الملائكة مُستجاب، والملائكة يستغفرون
للذين آمنوا؛ ﴿ٱلَّذِينَ
يَحۡمِلُونَ ٱلۡعَرۡشَ وَمَنۡ حَوۡلَهُۥ يُسَبِّحُونَ بِحَمۡدِ رَبِّهِمۡ
وَيُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَيَسۡتَغۡفِرُونَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْۖ﴾ [غافر: 7].
والملائكة
من أنصح خلق الله لبني آدم؛ يستغفرون لهم، ويدعون لهم، ويدعونهم إلى الخير،
ويدلُّونهم على الخير.
وأما
الشياطين، فهم من أغبن الناس ببني آدم، يدعونهم إلى الشر وإلى النار، وإلى فعل
القبائح.
أما
الملائكة الكرام، فإنهم من أنصح الخلق لبني آدم؛ يستغفرون لهم، يستغفرون لأهل
الطاعات وأهل الأعمال الصالحة، يستغفرون للجالس في المسجد ينتظر الصلاة، ولا يخوض
في حديث الدنيا.