×

قوله رحمه الله: «وَيَشْتَغِلُ بِذِكْرِ اللهِ أَوْ يَسْكُتُ»، فإذا فرغ من الركعتين جلس ينتظر الصلاة، ويشتغل في هذه الأثناء -في أثناء جلوسه وانتظاره للصلاة- يشتغل بذكر الله: بالتسبيح، والتهليل، والتكبير، والاستغفار، وتلاوة القرآن، أو يسكت، ولا يتكلم بشيء.

قوله رحمه الله: «وَلا يَخُوضُ فِي حَدِيثِ الدُّنْيَا»، وهو جالس في المسجد لا يخوض في حديث الدنيا: في البيع والشراء، والإيجارات، والتجارة، وغير ذلك من أمور الدنيا؛ لأن المسجد ليس موضعًا لأمور الدنيا، وإنما هو موضع لأمور الآخرة والعبادة، فلا يخوض في أمور الدنيا: أين ذهب فلان؟ وماذا صنعت البضاعة الفلانية؟ مَن عنده أرض للبيع؟ مَن عنده كذا وكذا؟ كم ربح فلان؟ وهكذا، هذا لا ينبغي، ولا يليق في المسجد؛ يُضيِّع عليك الوقت بغير فائدة، مع أنه إساءة أدب في المسجد هو أيضًا يُضيِّع عليك الوقت الذي لو استغللته بذكر الله؛ لكان لك أجر عظيم، فلا تجعل المساجد لأمور الدنيا.

وحتى الأشياء الضائعة لا يجوز للإنسان أن يسأل عنها في المسجد؛ فلا يقل: «مَن ضاع له كذا، أو مَن رأى لي كذا وكذا، أنا ضيَّعت كذا وكذا، مَن رآه لي؟»، لا يجوز، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ رَجُلاً يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ، فَلْيَقُلْ: لاَ رَدَّهَا الله عَلَيْكَ؛ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا» ([1])، وورد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا رَأَيْتُمْ مَنْ يَبِيعُ أَوْ يَبْتَاعُ فِي المَسْجِدِ، فَقُولُوا: لاَ أَرْبَحَ الله تِجَارَتَكَ» ([2]).


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (568).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (1321).