﴿يُسَبِّحُ﴾ يعني: يصلي، فالصلاة تُسمَّى تسبيحًا، وتُسمَّى سبحة؛ لقوله تعالى: ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾ [ق: 39]، يعني: صلِّ صلاة الفجر، وصلاة العصر.
﴿يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ﴾ يعني: الصباح، وصلاة الفجر.
﴿وَٱلۡأٓصَالِ﴾: وهو المساء؛ يبدأ من الظهر، العصر، المغرب، والعشاء، هذه خمسة أوقات.
﴿بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ﴾ [النور: 36].
الغدو: الفجر، والآصال: هي بقية الصلوات التي هي الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء، هذه كلها في الأصيل والليل، في آخر النهار وفي الليل ﴿وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ ٱلۡغُرُوبِ﴾.
﴿رِجَالٞ﴾ لأن الجماعة إنما تجب على الرجال، أما النساء فلا تجب عليها الجماعة، لكنها إذا خرجت إلى المساجد، لا تُمنَع؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ، وَبُيُوتُهُنَّ خَيْرٌ لَهُنَّ»([1]).
﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ﴾ [النور: 37]؛ فدل على أن الصلاة الفريضة تكون مع الجماعة في المسجد، ولا يجوز للإنسان أن يتخلف عنها إلا المنافق، لا يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق.
أما المؤمن، فلا يمكن أن يتخلف عنها إلا لعذر، كما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَمِعَ النِّدَاءَ فَلَمْ يَأْتِهِ فَلاَ صَلاَةَ لَهُ إِلاَّ مِنْ عُذْرٍ» قيل لابن عباس رضي الله عنهما راوي الحديث: وَمَا الْعُذْرُ؟ قَالَ: «خَوْفٌ، أَوْ مَرَضٌ» ([2]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (567)، وأحمد رقم (5468)، وابن خزيمة رقم (1684).