قوله رحمه الله:
«قِيلَ لِلإِمَامِ أَحْمَدَ: قَبْلَ التَّكْبِيرِ
تَقُولُ شَيْئًا؟ قَالَ: لا؛ إِذْ لَمْ يُنْقَلْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم وَلا عَنْ أَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ»، ما بين الإقامة وتكبيرة الإحرام لم
يرد عن الرسول صلى الله عليه وسلم، سُئل: هل تقول قبل التكبير -يعني: تكبيرة الإحرام-
شيئًا؟ يعني شيئًا معينًا؟ قال: لا؛ إذ لم يُنْقَلْ عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
فنحن متعبِّدون بما يُنْقَلُ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا نُحدِث شيئًا من
عند أنفسنا.
انظر
إلى عظمة هذه الكلمة من هذا الإمام: «إِذْ
لَمْ يُنْقَلْ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »، فنحن مُتبِعون، وكثير من
الناس لا يبالي بهذا، ولا يسأل: هل هذا منقول عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو غير
منقول، بل يأتي بأشياء من عنده، أو يقلد أناسًا ليس عندهم علم، والواجب على المسلم
أن يتحرى السُّنة فيما يقول، وفيما يفعل.
قوله
رحمه الله: «ثُمَّ
يُسَوِّي الإِمَامُ الصُّفُوفَ بِمُحَاذَاةِ المَنَاكِبِ وَالأَكْعُبِ»،
المصلون المأمون يكونون صفوفًا خلف الإمام، يُصَفُّون.
·
والصف له
آداب:
أن
يكمل الصف الأول فالأول، ولا يُبدأ صفٌ والصف الذي قبله لم
يكتمل.
ثانيًا:
الصف يكون معتدلاً، ولا يكون فيه اعوجاج؛ لأن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يتعهد الصفوف، ويقيمها حتى تعتدل، وكان ينكر الإنكار
الشديد على مَن يميل في الصف، يتقدم عن الصف، أو يتأخر عن الصف.
كان يغضب صلى الله عليه وسلم، وينكر، ويقول: «لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ، أَوْ لَيُخَالِفَنَّ الله بَيْنَ قُلُوبِكُمْ» ([1])،وفي رواية: «أَوْ لَيُخَالِفَنَّ الله بَيْنَ وُجُوهِكُمْ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (717)، ومسلم رقم (436).