×

 وَيَنْحَرِفُ الإِمَامُ إِلَى الْمَأْمُومِينَ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، وَلاَ يُطِيلُ الإِمَامُ الْجُلُوسَ بَعْدَ السَّلامِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَلاَ يَنْصَرِفُ الْمَأْمُومُ قَبْلَهُ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي إِمَامُكُمْ؛ فَلاَ تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلاَ بِالسُّجُودِ، وَلاَ بِالاِنْصِرَافِ» ([1])، فَإِنْ صَلَّى مَعَهُمْ نِسَاءٌ انْصَرَفَتِ النِّسَاءُ، وَثَبَتَ الرِّجَالُ قَلِيلاً؛ لِئَلاَ يُدْرِكُوا مَنِ انْصَرَفَ مِنْهُنَّ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَيَنْحَرِفُ الإِمَامُ إِلَى الْمَأْمُومِينَ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ»، يعني: لا يتعين أنه ينحرف على يمينه أو على شماله، بل هو مُخيَّر.

قوله رحمه الله: «وَلاَ يُطِيلُ الإِمَامُ الْجُلُوسَ بَعْدَ السَّلامِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَة»، لا يطيل، وإنما بقدر ما يأتي بالاستغفار الثلاث، وقول: «اللهم أنت السلام» إلى آخره؛ لأنه لو بقي مستقبل القبلة؛ ظن مَن يراه أن الصلاة لم تَنْتَهِ، فإذا انصرف؛ عرَف الناس أن الصلاة قد انتهت، واقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان ينصرف إلى أصحابه رضي الله عنهم بوجهه الكريم صلى الله عليه وسلم.

قوله رحمه الله: «وَلاَ يَنْصَرِفُ الْمَأْمُومُ قَبْلَهُ»، المأموم لا يقوم إذا سلم، لا يقوم على الفور، بل ينتظر حتى ينصرف الإمام؛ لأنه ربما يكون هناك شيء باقٍ أو سهوٌ، فلا يستعجل بالانصراف؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي إِمَامُكُمْ؛ فَلاَ تَسْبِقُونِي بِالرُّكُوعِ، وَلاَ بِالسُّجُودِ، وَلاَ بِالاِنْصِرَافِ»، فينتظر حتى ينصرف الإمام، ولا يستعجل -ولو كان له شغل-، ينتظر.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (426).