قوله رحمه الله:
«وَآخِرُ سَاعَةٍ يَوْمَ الْجُمُعَةِ»،
يوم الجمعة: «فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا
عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي يَسْأَلُ الله شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ
إِيَّاهُ» ([1]).
وأخفاها
الله في يوم الجمعة، لكن الإمام أحمد يرى أنها آخر ساعة قبل الغروب، وهناك من يرى
أنها من حين جلوس الإمام على المنبر إلى أن تُقضَى الصلاة ([2]).
وهناك
أقوال أُخَرُ كثيرة، المهم أنه يدعو في يوم الجمعة، سواءً عند حضور الخطيب، أو في
آخر ساعة، أو في غير ذلك.
قوله
رحمه الله: «وَيَنْتَظِرُ
الإِجَابَةَ، وَلا يَعْجَلْ»، هذا من آداب الدعاء؛ أنه لا يمل، ويقول: «قَدْ دَعَوْتُ، وَدَعَوْتُ، فَلَمْ
يُستَجَبْ لِي»، ويترك الدعاء، بل لا يقنط من رحمة الله، ويكثر الدعاء،
ويواصل؛ لأنه عبادة؛ لأن الدعاء عبادة يُؤجَر عليه.
وأما
الإجابة فهي عند الله، وهو أعلم سبحانه بما يُصلِح عبدَه، قد تكون مصلحة العبد في
تأخير الإجابة، أو أنه يدفع عنه من السوء بمثلها، فعليه الدعاء والإجابة عند الله
سبحانه وتعالى، ولكن لا يمل ويقنط، ويقول: «قد
دعوت، ودعوت، فلم يُستجَب لي»، هذا منهي عنه.
قوله رحمه الله: «وَلا يُكْرَهُ أَنْ يَخُصَّ نَفْسَهُ إلاَّ فِي دُعَاءٍ يُؤَمَّنُ عَلَيْه»، إذا كان يدعو في دعاء يؤمَّن عليه، فإنه يَعُمُّ، فيأتي بضمير الجميع: اللهم اغفر لنا، وارحمنا، وتُبْ علينا، وإذا كان يدعو بدعاء خاص لنفسه، فإنه يأتي بضمير المفرد: اللهم اغفر لي، وارحمني، وتُبْ عليَّ، وعافني.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5294).