وَأَفْضَلُ التَّطَوُّعِ: الْجِهَادُ، ثُمَّ
تَوَابِعُهُ مِنْ نَفَقَةٍ فِيهِ وَغَيْرِهَا، ثُمَّ تَعَلُّمُ الْعِلْمِ
وَتَعْلِيمُهُ.
قَالَ
أَبُو الدَّرْدَاءِ: الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ فِي الأَْجْرِ سَوَاءٌ،
وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ ([1])، وَعَنْ
أَحْمَدَ: طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ لِمَنْ صَحَّت نِيَّتُهُ،
وَقَالَ: تَذَاكُرُ بَعْضِ لَيْلَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ إِحْيَائِهَا، وَقَالَ:
يَجِبُ أَنْ يَطْلُبَ الرَّجُلُ مِنَ الْعِلْمِ مَا يَقُومُ بِهِ دِينُهُ، قِيلَ
لَهُ: مِثْلُ أَيِّ شَيْءٍ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَسَعُهُ جَهْلُهُ: صَلاَتُهُ،
وَصَوْمُهُ، وَنَحْوُ ذَلِكَ. ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الصَّلاةُ؛ لِحَدِيثِ:
استقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمُ الصَّلاةُ ([2]).
****
الشرح
قوله
رحمه الله: «وَأَفْضَلُ
التَّطَوُّعِ: الْجِهَادُ، ثُمَّ تَوَابِعُهُ مِنْ نَفَقَةٍ فِيهِ وَغَيْرِهَا،
ثُمَّ تَعَلُّمُ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمُهُ»، ثم بعد أركان الإسلام تعلُّم العلم
وتعليمه؛ لأن العلم يستقيم به الدين، وتُعرَف به الأحكام، ويُعبَد الله جل وعلا
به.
والعلم
المراد به: ما جاء عن الله جل وعلا، وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، ما جاء في القرآن
والسُّنة.
قوله رحمه الله: «قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: الْعَالِمُ وَالْمُتَعَلِّمُ فِي الأَْجْرِ سَوَاءٌ»، أبو الدرداء الصحابي الجليل رضي الله عنه يقول: العالم والمتعلم في الأجر سواء، وقال صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ القُرْآنَ وَعَلَّمَهُ»،
([1])أخرجه: ابن المبارك في الزهد والرقائق رقم (543).