×

فلا يقتصر الإنسان على نفسه، يتعلم ويقتصر على نفسه، بل لا بد إذا تعلم أن يعلم غيره؛ لأن هذا العلم للجميع.

قوله رحمه الله: «وَسَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ لاَ خَيْرَ فِيهِمْ»، الذين لا يتعلمون ولا يُعلِّمون، ولا يقيمون دينهم، هؤلاء همج لا خير فيهم، هؤلاء لا خير فيهم إذا ضيعوا دينهم، لا سيما لو ضيعوا الصلاة، قال تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ يَلۡقَوۡنَ غَيًّا [مريم: 59] والغَي: هو وادٍ في جهنم -والعياذ بالله-، وهذا وعيد شديد للذين يُضيِّعون الصلاة، ويتبعون الشهوات.

قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَحْمَدَ: طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ الأَعْمَالِ لِمَنْ صَحَّت نِيَّتُهُ»، هذا كلام صحيح، طلب العلم هو أفضل الأعمال؛ لأن الأعمال لا تصح إلا إذا بُنِيت على العلم النافع، قال الله جل وعلا: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ [محمد:19:]، فبدأ بالعلم قبل القول والعمل.

طلب العلم أفضل الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا، سَهَّلَ الله لَهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ» ([1])، فطريق العلم طريق إلى الجنة، وكفى بهذا فضلاً وشرفًا لطلب العلم.

والعلم لا يُحصَّل بالتعالُم، وقراءة الكتب، وإنما يُحصَّل بتلقِّيه عن العلماء الربانيين العالِمين، العلم لا يؤخذ من الكتب، هذا ضلال، وإنما يؤخذ عن العلماء، والكتب أدوات لطلب العلم.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2999).