إن
أبا بكر رجل أسيف؛ فإذا قام مقامك لا يملك نفسه من البكاء، قال: «إِنَّكُنَّ صَوَاحِبَاتُ يُوسُفَ، مُرُوا
أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ» ([1]).
وفي
هذا إشارة إلى استخلافه من بعده، ولذلك لما حاولوا معه أن يقبل الخلافة، قالوا:
أيرضاك رسول الله لديننا ولا نرضاك لدنيانا؟.
قوله
رحمه الله: «وَقَالَ
غَيْرُهُ: لَمَّا قَدَّمَهُ مَعَ قَوْلِهِ: يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ
لِكِتَابِ الله»، قدَّم أبا بكر رضي الله عنه مع أن أُبَيًّا رضي الله عنه
أقرأ منه لكتاب الله؛ إشارة على أنه الخليفة من بعده.
قوله
رحمه الله: «فَإِنْ
كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ»، إذا تساووا
في جودة القراءة؛ فيُقدَّم أعلمهم بسُنة الرسول صلى الله عليه وسلم، أحفظهم
للسُّنة، وأعلمهم بها.
قوله
رحمه الله: «عُلِمَ أَنَّ
أَبَا بَكْرٍ أَقْرَؤُهُمْ وَأَعْلَمُهُمْ»، يؤخذ من هذا أن أبا بكر رضي الله
عنه هو أعلمهم بكتاب الله وسُنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فلذلك قدموه.
قوله رحمه الله: «لأَِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَتَجَاوَزُونَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ حَتَّى يَتَعَلَّمُوا مَعَانِيَهُ وَالْعَمَلَ بِهِ؛ كَمَا قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا تَعَلَّمَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ لَمْ يَتَجَاوَزْهُنَّ حَتَّى يَتَعَلَّمَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ»، كان الصحابة رضي الله عنهم يتعلمون القرآن، يتعلمون القرآن: ألفاظه، ومعانيه، وفقهه كما قال ابن مسعود رضي الله عنه: «مَا كُنَّا نَتَجَاوَزَ عَشْرَ آيَاتٍ حَتَّى نَعْلَمَ مَعَانِيَهُنَّ وَالْعَمَلَ بِهِنَّ، قَالَ: فَتَعَلَّمْنَا الْعِلْمَ وَالْعَمَلَ جَمِيعًا».
([1]) أخرجه: البخاري رقم (682) ومسلم رقم (418).