قوله رحمه الله:
«وَهِيَ وَاجِبَةٌ عَلَى الأَعْيَانِ حَضَرًا
وَسَفَرًا حَتَّى فِي خَوْفٍ»، واجبة على الأعيان في الحضر وفي السفر، سواء
كان في بلده مقيمًا على المقيم، أو كان في السفر، فيصلون جماعة؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم كان يصلي بأصحابه في الأسفار جماعة، ويأمر المؤذن فيؤذن، ويقيم، ثم
يصلون جماعة معه صلى الله عليه وسلم.
حتى
في وقت الخوف تقام صلاة الجماعة، قال الإمام أحمد رحمه الله: «ثبتت صلاة الخوف بست صفات، أو سبع صفات كلها جائزة».
قوله
رحمه الله: «لِقوله
تَعَالَى: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ
فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [النساء:
102]، الآية»، هذا دليل صلاة الخوف.
﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ﴾،
يعني: في حال الخوف.
﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ
فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ وَلۡيَأۡخُذُوٓاْ أَسۡلِحَتَهُمۡۖ فَإِذَا
سَجَدُواْ فَلۡيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمۡ وَلۡتَأۡتِ طَآئِفَةٌ أُخۡرَىٰ لَمۡ
يُصَلُّواْ فَلۡيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلۡيَأۡخُذُواْ حِذۡرَهُمۡ وَأَسۡلِحَتَهُمۡۗ﴾ [النساء: 102]، هذا دليل صلاة الخوف، وهذا إذا كان
العدو في غير جهة القبلة ([1]).
وأما إذا كان في جهة القبلة، فكلهم يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا سجد النبي صلى الله عليه وسلم، يسجد معه الصف المقدم، ويبقى الصف المؤخَّر في وجه العدو، فإذا قام إلى الثاني، تأخر الذين كانوا معه، فصاروا هم الصف الثاني، وتقدم الذين كانوا هم الصف الثاني في الركعة الأولى، فصاروا هم الصف الأول، وأكملوا الصلاة على هذا المنوال ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4130)، ومسلم رقم (842).