وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ
فِي أَثْنَاءِ الْخُطْبَةِ، ثُمَّ يُحَوِّلُ رِدَاءَهُ؛ فَيَجْعَلُ مَا عَلَى
الأَيْمَنِ عَلَى الأَيْسَرِ وَعَكْسُهُ؛ لأَنْهُ صلى الله عليه وسلم حَوَّلَ
إِلَى الْنَّاسِ ظَهْرَهُ، واستقْبَلَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ ([1])،
مُتَّفَقٌ عَلَيْه، وَيَدْعُو سِرًّا حَالَ استقْبَالِ الْقِبْلَةِ، وَإِنِ
استسْقَوْا عَقِبَ صَلاتِهِمْ أَوْ فِي خُطْبَةِ الْجُمُعَةِ أَصَابُوا السُّنَّةَ.
وَيُسْتَحَبُّ
أَنْ يَقِفَ فِي أَوَّلِ الْمَطَرِ وَيُخْرِجَ رَحْلَهُ وَثِيَابَهُ؛ لِيُصِيبَهَا
الْمَطَرُ، وَيَخْرُجَ إِلَى الْوَادِي إِذَا سَالَ وَيَتَوَضَّأَ، وَيَقُولَ
إِذَا رَأَى الْمَطَرَ: اللهمَّ صَيِّبًا نَافِعًا ([2])،
وَإِذَا زَادَتِ الْمِيَاهُ وَخِيفَ مِنْ كَثْرَةِ الْمَطَرِ استُحِبَّ أَنْ يَقُولَ:
اللهمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا، اللهمَّ عَلَى الظِّرَابِ وَالآكَامِ،
وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ([3]).
وَيَدْعُو
عِنْدَ نُزُولِ الْمَطَرِ، وَيَقُولُ: مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ ([4]).
****
الشرح
قوله رحمه الله: «وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ فِي أَثْنَاءِ الْخُطْبَةِ»، إذا أراد الانتهاء من الخطبة، فإن الإمام يستقبل القبلة، ويستدبر المأمومين، والمأمومون يقومون وقوفًا، ويرفعون أيديهم، ويدعون سرًّا بينهم وبين ربهم بالسُّقيا، والرحمة، والغيث المبارك.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1011)، ومسلم رقم (894).