×

وَلاَ يُكْرَهُ الْبُكَاءُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَتَحْرُمُ النِّيَاحَةُ ([1])، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَرِيءٌ مِنَ الصَّالِقَةِ، وَالْحَالِقَةِ، وَالشَّاقَّةِ ([2])، فَالصَّالِقَةُ: الَّتِي تَرْفَعُ صَوْتَهَا عِنْدَ الْمُصِيبَةِ، وَالْحَالِقَةُ: الَّتِي تَحْلِقُ شَعْرَهَا، وَالشَّاقَّةُ: الَّتِي تَشُقُّ ثَوْبَهَا، وَيَحْرُمُ إِظْهَارُ الْجَزَعِ.

****

الشرح

قوله رحمه الله: «وَلاَ يُكْرَهُ الْبُكَاءُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَتَحْرُمُ النِّيَاحَةُ»، يقول: ولا يُكرَه البكاء على الميت إذا مات؛ لأن هذا بقضاء الله وقدره، وما مات الميت إلا بانتظار أجله، ولا أحد يعمر أكثر من أجله الذي قدره الله له.

والمراد بالبكاء: ما يكون معه صوتٌ وجزعٌ، وأما دمع العين وحزن القلب؛ فإن الله لا يؤاخذ عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الله لاَ يُعَذِّبُ بِدَمْعِ الْعَيْنِ وَلاَ بِحُزْنِ الْقَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا -وَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَمُ» ([3])، فالكلام إذا كان طيبًا، وفيه استرجاع، وفيه ذكرٌ لله؛ فهذا يُثاب عليه الإنسان.

قوله رحمه الله: «وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَرِيءٌ مِنَ الصَّالِقَةِ، وَالْحَالِقَةِ، وَالشَّاقَّةِ»، النبي صلى الله عليه وسلم بريء، يعني: هذا فيه زجرٌ ووعيد.

بريء من الصالقة: وهي التي ترفع صوتها عند المصيبة، وأما البكاء الذي ليس معه رفع صوت، فلا بأس به.

والحالقة: التي تحلق شعرها عند المصيبة، وكانوا في الجاهلية يفعلون هذا.

والشاقة: التي تشق جيبها عند المصيبة.

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (67).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1296)، ومسلم رقم (104).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (1304)، ومسلم رقم (924).