وَإِذَا تَثَاءَبَ كَظَمَ مَا استطَاعَ، فَإِنْ
غَلَبَهُ غَطَّى فَمَهُ، وَإِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَهُ وَغَضَّ صَوْتَهُ،
وَحَمِدَ اللهَ تَعَالَى جَهْرًا؛ بِحَيْثُ يُسْمِعُ جَلِيسَهُ، وَيَقُولُ
سَامِعُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، وَيَرُدُّ عَلَيْهِ الْعَاطِسُ بِقَوْلِهِ:
يَهْدِيكُمُ اللهُ وَيُصْلِحُ بَالَكُمْ، وَلاَ يُشَمِّتُ مَنْ لاَ يَحْمَدُ اللهَ
([1])،
وَإِنْ عَطَسَ ثَانِيًا وَثَالثًا شَمَّتَهُ، وَبَعْدَهَا يَدْعُو لَهُ
بِالْعَافِيَةِ ([2]).
وَيَجِبُ
الاستئْذَانُ عَلَى مَنْ أَرَادَ الدُّخُولَ عَلَيْهِ مِنْ قَرِيبٍ وَأَجْنَبِيٍّ،
فَإِنْ أُذِنَ لَهُ وَإِلاَّ رَجَعَ، وَالاستئْذَانُ ثَلاَثًا لاَ يَزِيدُ
عَلَيْهَا ([3])،
وَصِفَةُ الاستئْذَانُ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، أَأَدْخُلُ؟ ([4])
وَيَجْلِسُ حَيْثُ يَنْتَهِي بِهِ الْمَجْلِسُ، وَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ
إلاَّ بِإِذْنِهِمَا ([5]).
وَيُسْتَحَبُّ تَعْزِيَةُ الْمُصَابِ بِالْمَيِّتِ، وَيُكْرَهُ الْجُلُوسُ لَهَا، وَلاَ تَعْيِينَ فِيمَا يَقُولُ الْمُعَزِّي، بَلْ يَحُثُّهُ عَلَى الصَّبْرِ، وَيَعِدُهُ بِالأَجْرِ، وَيَدْعُو لِلْمَيِّتِ، ويَقُولُ الْمُصَابُ: الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللهمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهًا ([6])، وَإِنْ صَلَّى عَمَلاً بِقوله تَعَالَى: ﴿وَٱسۡتَعِينُواْ بِٱلصَّبۡرِ وَٱلصَّلَوٰةِۚ﴾ [البقرة: 45] فَحَسَنٌ؛ فَعَلَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَالصَّبْرُ وَاجِبٌ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6221)، ومسلم رقم (2991).