قوله رحمه الله:
«أَوِ اسْتَقَاءَ فَقَاءَ»، أو
استقاء، يعني: طلب القيء وتسبب فيه، فَقَاءَ على أثر ذلك، فإنه يبطل صومه
بالتقيُّؤ؛ لأنه أخرج الطعام الذي به قوته.
قوله
رحمه الله: «أَوْ حَجَمَ
أَوِ احْتَجَمَ فَسَدَ صَوْمُهُ»، أو حجم، والحجامة: هي استخراج الدم بواسطة
الحجم، وهي نوع من العلاج، يُفعَل عند الحاجة، فإذا احتجم في أثناء النهار، فإنه
يفسد صومه بذلك؛ لأنه استخرج الدم الذي به قوته، وكذلك الحَجَّام الذي يحجمه
يُفطِر بذلك؛ لأنه لا يسلم من تطاير شيء من الدم إلى حلقه بمَصِّه المحجم؛ ولقوله
صلى الله عليه وسلم لما رأى رجلاً يحتجم وهو صائم: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» ([1]).
قوله
رحمه الله: «وَلا يُفْطِرُ
نَاسٍ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ»، ولا يُفطِر ناسٍ، إذا فعل شيئًا من هذه الأمور
ناسيًا أنه صائم، فإنه يتم صومه، ولا يؤثر عليه النسيان؛ لقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لَا
تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ﴾
[البقرة: 286].
قوله
رحمه الله: «وَلَهُ
الأَكْلُ وَالشُّرْبُ مَعَ شَكٍّ فِي طُلُوعِ الْفَجْرِ»، الله جل وعلا يقول: ﴿وَكُلُواْ وَٱشۡرَبُواْ
حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلۡخَيۡطُ ٱلۡأَبۡيَضُ مِنَ ٱلۡخَيۡطِ ٱلۡأَسۡوَدِ
مِنَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [البقرة:
187]، يعني: ظلام الليل من بياض النهار، فالصيام يبدأ بطلوع الفجر، كل يوم يبدأ
صيامه بطلوع فجره، فإذا طلع الفجر، فإنه يُمسِك عن الطعام والشراب.
قوله رحمه الله: «وَمَنْ أَفْطَرَ بِالْجِمَاعِ»، من مبطلات الصوم: الجماع، فإذا جامَعَ؛ بطل صيامه، وصيام المرأة التي جامعها.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2367)، والترمذي رقم (774)، وابن ماجه رقم (1679).