×

 -لا يعلمون معنى «لا إله إلاَّ الله»؛ ولذلك لا ينكرون عبادة القبور، بل قد يمارسونها وهم علماء! والنبي صلى الله عليه وسلم لما بَعَث معاذًا رضي الله عنه إلى اليمن، قال: «إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَى أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى» ([1])، فدل على أن من العلماء مَن يحتاج إلى الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى «لا إله إلاَّ الله» وهو عالم. هذا من العَجب العُجاب!!

وهذه الآية، وهي قوله عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36] تبين الآية التي قبلها: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56].

تبين أن الناس انقسموا إلى قسمين، فالله سبحانه خلقهم لعبادته، لكن منهم مَن عَبَد الله، ومنهم مَن عَبَد غير الله.

مما يدل على أن الإرادة الشرعية لا يلزم وقوعها، فقد تقع وقد لا تقع.

فلا يقال: إذا كان الله خَلَق الخلق لعبادته كما في هذه الآية، فلماذا حصل الشرك؟!

فإن الله سبحانه وتعالى خلقهم لحكمة بالغة؛ خلقهم من أجل الابتلاء والامتحان، وتَرَك الاختيار للإنسان: فمَن أشرك بإرادته واختياره استحق العقاب، ولم يُجْبِر أحدًا على اختيار التوحيد وإخلاص العبادة لله، فمَن عَبَد الله وحده بإرادته ورغبته استحق الجنة.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (7372).