ولا يكفي أن الإنسان يعبد الله فقط، بل لابد أن يتجنب الشرك، وإلا لو صلى
الليل والنهار، وحج واعتمر، وصام رمضان، وفَعَل كل العبادات، لكنه يدعو مع الله
غيره، فعمله هباء منثور لا قيمة له!! قال عز وجل: ﴿وَلَقَدۡ
أُوحِيَ إِلَيۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكَ لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ
عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [الزمر: 65]، فلا
تنفع العبادة إلاَّ مع تجنب الشرك.
ومن هنا يجب على المسلمين كما يتعلمون التوحيد أن يتعلموا ما هو الشرك،
فيعرفوا الشرك بأنواعه وأساليبه حتى يتجنبوه، وإلا قد يشرك الإنسان وهو يظن أنه
يعبد الله؛ كما قال المشركون عن عبادتهم: ﴿مَا
نَعۡبُدُهُمۡ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلۡفَىٰٓ﴾ [الزمر: 3]، فهم
يشركون ويظنون أنهم يعبدون الله عز وجل؛ وذلك بسبب الجهل بالشرك وما هو الشرك.
فالجهل بالشرك خطير جدًّا.
والذين يقولون: عَلِّموا الناس التوحيد ولا تعلموهم الشرك، وليس هناك
داعٍ لدراسة الطرق الضالة والفِرَق الضالة، ويكفي التعرف على طريقة أهل السُّنة
والجماعة!!
نقول لأمثال هؤلاء: هذا ضلال وخطأ، فلابد من معرفة الحق ومعرفة الباطل؛ من
أجل أن يسلك الإنسان طريق الحق ويتجنب طريق الباطل، وإلا فإذا لم يعرف الباطل فإنه
يقع فيه وهو يظن أنه حق.