×

والله عز وجل خَلَق الثقلين ليعبدوه، فمنهم مَن فَعَل، ومنهم مَن أشرك وكَفَر؛ كما قال عز وجل في هذه الآية: ﴿فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ وَمِنۡهُم مَّنۡ حَقَّتۡ عَلَيۡهِ ٱلضَّلَٰلَةُۚ [النحل: 36]، وقال عز وجل: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ [النساء: 64]، يُبَيِّن أن حكمة الرب في خلقه للجن والإنس لا تقتضي أن كلًّا يفعل ما خُلِق له وأُرسِلت الرسل لأجله.

ولهذه الحكمة أهلك الله مَن لم يعبدوه وحده ولم يقبلوا ما جاءت به رسله، وشَرَع قتالهم لنبيه صلى الله عليه وسلم وأتباعه، فمنهم من أطاع وهم الأقلُّون، ومنهم من عصى وهم الأكثرون .

**********

 لابد من إفراد الله بالعبادة وتَرْك عبادة ما سواه، ولابد من البراءة من الشرك وأهله.

فلا يقل المسلم: ليس لي شأن بعبادتهم، وشركهم عليهم!! بل يجب على المسلم أن يبغضهم لما هم عليه من الكفر والشرك، وإلا فلو كان العبد يحبهم ولا ينكر عليهم فهو قد سوَّغ ما هم عليه.

وبعض الناس يقولون: اتركوا الناس على عقائدهم، واجمعوهم باسم الإسلام فقط. فيريدون أن يجمعوهم على ما هم عليه من عبادة القبور من الصوفية ومن البدع ومن سائر الفِرَق، على اسم الإسلام.

فنقول: هذا غلط، وهو غش وخديعة ومكر؛ لأن المتناقضات لا تجتمع أبدًا، ولابد من بيان الحق، رَضِي مَن رَضِي، وسَخِط مَن سَخِط، فمَن أراد الله له الهداية قَبِل، ومَن أراد الغَواية والمكابرة يَضِل عن بينة، فبعد البيان لا يصير جاهلاً، بل يصير عارفًا، وتقوم عليه


الشرح