×

 الحجة، وتبرأ منه الذمة، فلا يقول غدًا عند الله: ما أتاني من نذير، وما بلغني الحق!!

فقوله عز وجل: ﴿فَمِنۡهُم مَّنۡ هَدَى ٱللَّهُ يدل على أن الهداية بيده سبحانه وتعالى. فلا يكفي أن يتعلم الإنسان ويعرف؛ بل لابد من الهداية من الله عز وجل، وإلا فإن كثيرًا من المشركين عندهم علم ومعرفة، لكنهم لم يحصلوا على الهداية والتوفيق من الله سبحانه وتعالى.

والأصل أن الله عز وجل خَلَق الخلق للعبادة، فمَن خرج عن هذا الأصل وعَبَد غير الله؛ صار عبدًا للشيطان واستحق العقوبة من الله!

فالذين ينادون الآن بحرية الأديان وحرية العقائد - هذا كلام باطل، فليس هناك حرية في العقائد ولا حرية في الأديان؛ بل الدين واحد، والعقيدة واحدة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وما خالفها فهو كفر وضلال!!

ولهذا يقول العلامة ابن القيم رحمه الله:

هربوا من الرِّقِّ الذي خُلِقوا له **** فبُلُوا برِقِّ النفس والشيطانِ

مَن أَبَى أن يعبد الله ابتُلي بعبادة غير الله عز وجل، وأذله الله سبحانه وتعالى وجعله عبدًا لغير الله من الشهوات والمحرمات والطواغيت... وغير ذلك. هذه عقوبة من الله سبحانه وتعالى.

فالإنسان عبدٌ مهما كان، إما أن يكون عبدًا لله، وإما أن يكون عبدًا للشيطان، لابد من هذا!!


الشرح