×

وفي حديث مُعَاذ الذي رواه أبو داود والترمذي، وقال: «حديث حسن صحيح» قال: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ. قَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِك بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟ قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» ([1]). فدلَّ على أن الإسلام هو التوحيد، والفرائض من حقوقه.

وقد أجمع الفقهاء على أن الإسلام شرط لصحة الصلاة وغيرها من الأعمال، وهو مقتضى الشهادتين: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله.

فمعنى شهادة «لا إله إلاَّ الله» تَرْك الشرك والبراءة منه وممن فعله، وإخلاص العبادة لله وحده، والإيمان بالرسول وطاعته.

**********

 هذا حديث معاذ رضي الله عنه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يقربه إلى الجنة ويبعده من النار، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ»؛ لأن الذي يُبعد عن النار ويُقرب من الجنة - هذا أمر عظيم، وهو أهم ما يُسأل عنه ويُعتنى به، فأَمْر التوحيد ومعرفته ومعرفة الشرك هو من أهم ما يَسأل عنه المسلم.


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2616)، وابن ماجه رقم (3973)، وأحمد رقم (22016)، والطبراني في «الكبير» رقم (116).