×

وفي هذا رَدٌّ على الذي يُهوِّنون من شأن التوحيد، ويقولون: الناس كلهم مسلمون، ولا تتعرضوا لذكر التوحيد خشية أن تُنفِّروهم، اتركوا الناس وعقائدهم، وادعوا إلى اجتماع الكلمة!!

وهذا من العجيب!! كيف يجتمعون والعقيدة متفرقة؟! هذا لا يمكن أبدًا، لا يمكن أن تَجمع بين الضِّدَّين أبدًا: بين مُشرك ومُوحِّد، بين مبتدع وسُني!

فنقول لهؤلاء الذين يُهونون من شأن التوحيد: نعم، جَمْع شمل المسلمين هذا أمر مهم وطيب، لكن ما الذي يَجمع شمل المسلمين؟ لا يَجمع شمل المسلمين إلاَّ التوحيد وتَرْك الشرك. والذي جَمَع بين صدر هذه الأمة من قبائل متفرقة وأجناس مختلفة وجَعَلهم أمة واحدة وإخوة متحابين - ما هو إلاَّ «لا إله إلاَّ الله»، فجَمَع الله قلوبهم على الهدى لما أخلصوا العبادة لله عز وجل وتركوا الشرك.

لذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه: «لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ»، يعني: مَن فَعَل السبب وأقبل على الله سَهَّل الله له هذا العظيم ويَسَّره عليه.

فالشأن في إقبال القلب على الله سبحانه وتعالى ورغبته في الخير، فمَن كان راغبًا في الخير، مقبلاً على الله، حريصًا على الخير؛ يَسَّر الله له ما أراد.

فما هو هذا الأمر العظيم؟

قال صلى الله عليه وسلم: «تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِك بِهِ شَيْئًا» وهذا معنى الشهادتين؛ لأن شهادة أن لا إله إلاَّ الله تدخل فيها شهادة أن محمدًا رسول الله. وهذا هو


الشرح