×

 ثُمَّ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ - هذه زيادة فائدة - قال: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ»، فالتوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل هو رأس الأمر، وهو الأساس.

قال صلى الله عليه وسلم: «وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ» عمود الإسلام الصلاة، مثل البيت لا يقوم إلاَّ على عمود. فالإسلام لا يقوم إلاَّ على الصلاة، فإذا فُقِدت الصلاة لم يقم الإسلام، وهذا يدل على أهمية الصلاة وأن الدين لا يقوم بدونها.

قال صلى الله عليه وسلم: «وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» إذا تمت هذه الأمور كلها جاء الجهاد في سبيل الله عز وجل؛ لإعلاء كلمة الله، ودحض الشرك وأهله.

فبَيَّن أن جميع الفرائض - الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، وبقية الأعمال - من حقوق التوحيد ومكملاته. لكن الأعمال بدون توحيد لا فائدة منها ولا قيمة لها، وكذلك إسلام بدون صلاة لا حقيقة له ولا فائدة منه، فلا تُقبل الصلاة ولا غيرها من الأعمال إلاَّ بالإسلام - يعني بالتوحيد - كما قال عز وجل: ﴿وَلَوۡ أَشۡرَكُواْ لَحَبِطَ عَنۡهُم مَّا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ [الأنعام: 88] وقال: ﴿لَئِنۡ أَشۡرَكۡتَ لَيَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [الزمر: 65]، وقال: ﴿مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ ٱشۡتَدَّتۡ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ [إبراهيم: 18]، وقال: ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَسَرَابِۢ بِقِيعَةٖ يَحۡسَبُهُ ٱلظَّمۡ‍َٔانُ مَآءً [النور: 39]، فالأعمال بدون توحيد لا قيمة لها ولا فائدة منها.


الشرح