×

قال: «وهو مقتضى الشهادتين شهادة أن لا إله إلاَّ الله، وشهادة أن محمدًا رسول الله»؛ لأن مقتضى شهادة أن لا إله إلاَّ الله إخلاص العبادة لله عز وجل. ومقتضى شهادة أن محمدًا رسول الله متابعته والعمل بشرعه وتَرْك البدع والمحدثات.

فـ «لا إله إلاَّ الله» تنفي الشرك، و «محمد رسول الله» تنفي الابتداع في الدين.

ولا يكفي نفي الشرك، بل لابد من البراءة من الشرك، فأنت وإن لم تفعل الشرك يلزمك أن تتبرأ من الشرك وأهله، فلا تحبهم، ولا تمدحهم، ولا تناصرهم، ولا تدافع عنهم، ولا تواليهم؛ لأنهم أعداء الله، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ تُلۡقُونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ [الممتحنة: 1].

وتؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم، بأن تُصَدِّقه فيما أخبر به، وتطيعه فيما أَمَر، وتترك ما نهى عنه وزَجَر، وألا تعبد الله إلاَّ بما شَرَع. هذا معنى شهادة أن محمدًا رسول الله. فليست هي مجرد لفظ يقال باللسان، بل لابد من أن تشتمل على هذه المعاني العظيمة حتى تكون شهادة صحيحة.


الشرح