×

وهو معنى الآية الثالثة، وهي قوله عز وجل: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ أي: أَمَر ووَصَّى.

فقوله: ﴿أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ فيه معنى «لا إله»، وقوله: ﴿إِلَّآ إِيَّاهُ فيه معنى «إلا الله»، وهذا هو معنى كلمة الإخلاص؛ كما قال عز وجل: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ [آل عمران: 64]. وفسرها بقوله: ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗا [آل عمران: 64].

فقوله: ﴿أَلَّا نَعۡبُدَ فيه معنى «لا إله»، وقوله: ﴿إِلَّا ٱللَّهَ هو المستثنى في كلمة الإخلاص.

فسبحان الله! كيف خَفِي هذا مع بيانه ووضوحه على الأذكياء من متأخري هذه الأمة؟!

**********

  التوحيد هو معنى الآية الثالثة في هذا الباب، والتي ذكرها الإمام المجدد رحمه الله، وهي قوله عز وجل: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ.

«قَضَى» معناها أَمَر ووَصَّى، وليس معناها «حَكَم وقَدَّر» كما يقوله أهل الضلال؛ لأن الله لو قضى وقَدَّر أن لا يُعبد إلاَّ إياه ما أشرك أحد من الخلق؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يخالف قضاء الله وقدره. أما الأمر فالناس منهم مَن يفعله ويمتثله ومنهم مَن يخالفه. وكذلك التوحيد.

معنى ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أي: أَمَر أمرًا شرعيًّا ووصى سبحانه وتعالى ألاَّ يُعبد إلاَّ إياه.


الشرح