×

·       والقضاء في اللغة يطلق على عدة معانٍ:

منها: الأمر والخبر؛ كما في قوله عز وجل: ﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ [الإسراء: 4]، يعني: أخبرناهم. وقوله: ﴿وَقَضَيۡنَآ إِلَيۡهِ ذَٰلِكَ ٱلۡأَمۡرَ أَنَّ دَابِرَ هَٰٓؤُلَآءِ مَقۡطُوعٞ مُّصۡبِحِينَ [الحجر: 66]، يعني: أخبرناه بذلك. فالقضاء له عدة معانٍ منها الأمر.

ومنها: الفراغ؛ كما في قوله عز وجل: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ ٱلصَّلَوٰةَ [النساء: 103] يعني: فرغتم. وقوله: ﴿فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ [فصلت: 12] يعني: فَرَغ من خلق السماوات والأرض. ومنها: قضاء الصلاة الفائتة إذا فاتت.

فالقضاء له عدة معانٍ، ولا يَقتصر معناه على القضاء الذي هو القدر.

فيُحمل قول الله عز وجل: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ على أنه الأمر الشرعي، أي: أَمَر ووصى. ومَن فسره بأنه حَكَم وقَدَّر، فقد ضل ضلالاً مبينًا؛ لأنه لو كان كذلك ما كفر أحد من الخلق ولا أشرك أحد من الخلق؛ لأن قضاء الله وقدره لا يمكن لأحد أن يخالفه. إنما أَمْره وشرعه يمكن أن يمتثله مَن أراد الله هدايته، ويتركه مَن أراد الله غوايته. وهذا من باب الابتلاء والامتحان.


الشرح