×

 أسلافهم: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ [الزمر: 45].

فإذا دعاهم مسلم إلى التوحيد قالوا: «هذا وَهَّابي»، أو «هذا من الخوارج»، أو «هذا متشدد»، أو «متطرف»، إلى آخر هذه الألقاب، لينفِّروا الناس عن دعوة التوحيد؛ لأن التوحيد عندهم هو عبادة القبور، ودعاء غير الله عز وجل هو الإسلام عندهم، وهو التوحيد، وما خالفه هو الشرك عندهم. نسأل الله العفو والعافية.

وهذا معروف وموجود في كتبهم، أنهم يُحَذِّرون من التوحيد ومن دعوة الرسل، ويأمرون بالشرك صراحة، لكنهم لا يسمونه شركًا، إنما يسمونه بأسماء مزخرفة ليَغروا العوامَّ والجهَّال بذلك.

وإذا قلت لهم: أَخْلِصوا العبادة لله! فإنهم يستنكرون هذا ويقولون: أنت تُكَفِّرنا؟! بل الذي كَفَّرهم هو الله سبحانه وتعالى حيث حَكَم على من عَبَد غيره ودعا غيره بأنه كافر ومشرك! فأَنْقِذوا أنفسكم إذا كنتم تريدون النجاة! قال عز وجل: ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحۡدَهُ ٱشۡمَأَزَّتۡ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِۖ يعني: بيوم القيامة والبعث والجزاء ﴿وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِۦٓ من المعبودات التي يعظمونها كالحسن والحسين، وأهل البيت، والبدوي، والعيدروس وغيرهم، إذا ذُكِروا وأُثْنِي عليهم فرحوا بذلك ﴿إِذَا هُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ ويفرحون بهذا الشيء.

وما أَشْبَهَ الليلةَ بالبارحة! فهذا الذي ذكره الله عز وجل في المشركين الأولين هو موجود الآن في المشركين المتأخرين الذين ينتسبون إلى


الشرح