وقال
عز وجل: ﴿وَإِذَا ذَكَرۡتَ رَبَّكَ
فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا﴾ [الإسراء: 46]،
وقال عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ كَانُوٓاْ إِذَا
قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ
أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35-
36].
**********
الإسلام، أنهم يفرحون بمن يُثْنِي
على معبوداتهم ويُزَكِّي أعمالهم ويمدحهم. ويُبغِضون مَن نصحهم، وأراد لهم النجاة،
وأراد لهم الرجوع إلى الخير، يغضبون عليه، ويكرهونه، ويلقبونه بالألقاب الشنيعة.
لكن هذا لا يضر أهل التوحيد وأهل الإخلاص بإذن الله، وقد قيل في الرسول صلى الله
عليه وسلم: إنه شاعر، ومجنون، وساحر، وكذاب، ومعلم... إلى آخر ما قالوه، وما ضره
ذلك صلى الله عليه وسلم وما ضر دينه.
كذلك هذه الآية مثل آية التنزيه ﴿وَإِذَا
ذَكَرۡتَ رَبَّكَ فِي ٱلۡقُرۡءَانِ وَحۡدَهُۥ﴾ إذا ذكرت التوحيد
وإفراد الله بالعبادة ﴿وَلَّوۡاْ عَلَىٰٓ
أَدۡبَٰرِهِمۡ نُفُورٗا﴾ مُعْرِضين؛ لأنهم لا يريدون ترك ما هم عليه. وهذه هي
المصيبة التي أهلكت كثيرًا من الأمم: التعصب للباطل، والحَمِية الجاهلية.
والواجب على الإنسان الذي يريد النجاة أن يَقبل الحق، ويدور مع الحق أينما
دار: فإذا كان ما هو عليه حقًّا، حَمِد الله على ذلك وسأله الثبات. وإذا كان ما هو
عليه باطلاً، فإنه يتركه ويَقبل الحق، ويسارع بإنقاذ نفسه من النار.
والدعاة إلى الله هم أنصح الخلق للخلق، وأحرصهم على نفع الخلق، وما جاءوا
ليضروا الناس، إنما جاءوا لينفعوا الناس وينقذوهم من الهلاك.