وقوله عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ ٣٥وَيَقُولُونَ
أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ هذا القرآن
يُصَدِّق بعضه بعضًا، ويوافق بعضه بعضًا. وهذه آيات من سور مختلفات كلها تتوارد
على موضوع واحد.
يقول عز وجل عن أهل النار في أول سورة الصافات: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ﴾ يعني: في الدنيا، ﴿إِذَا
قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ﴾ وهذه كلمة تُثْبِت
التوحيد وتنفي الشرك، فهم يستكبرون عن هذه الكلمة ولا يقبلونها ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا
لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ﴾ يفهمون أن معنى «لا إله إلاَّ الله» تَرْك آلهتهم؛ لأنهم
عرب فصحاء يعرفون معنى الكلام العربي. أو عَرَفوا أن «لا إله إلاَّ الله» تُثْبِت التوحيد الخالص وتنفي الشرك، وأن مَن
قالها يجب عليه أن يعمل بها، وإلا يصير كاذبًا، وهم لا يريدون التنافر والكذب.
وكثير من المسلمين في الوقت الحاضر لا يعلمون معنى «لا إله إلاَّ الله»، يقولونها ويبقَون على عبادة غير الله، لا يأنفون
من التناقض، والعياذ بالله.
كيف يقولون: «لا إله إلاَّ الله»،
ثم يقولون: يا عبد القادر، أو يا بدوي، أو يذبحون لغير الله أو ينذرون لهم، أو
يصرفون أنواعًا من العبادات لغير الله؟ فما معنى قولهم: «لا إله إلاَّ الله»؟ هذا يعني تناقض فعلهم مع قولهم، وما هذا إلاَّ
فعل المجانين!!