×

 ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا يعني: إذا قلنا هذه الكلمة تركنا آلهتنا؛ كما في الآية الأخرى، لما قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: «قُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، تُفْلِحُوا»، قالوا: ﴿أَجَعَلَ ٱلۡأٓلِهَةَ إِلَٰهٗا وَٰحِدًاۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيۡءٌ عُجَابٞ [ص: 5] لأن معنى «لا إله إلاَّ الله» أن تجعل الآلهة إلهًا واحدًا، وهم لا يريدون إلهًا واحدًا، إنما كل قبيلة وكل فرد وكل بلد له أصنام وله معبودات من دون الله عز وجل.

قال عز وجل: ﴿وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ يعنون الرسول صلى الله عليه وسلم، وَصَفُوه بأنه شاعر، وحاشى وكَلاَّ أن يكون شاعرًا صلى الله عليه وسلم، ولا الذي نزل عليه شعرًا! بل هو قرآن مجيد؛ كلام الله عز وجل، وما عُرِف النبي صلى الله عليه وسلم بالشعر، وما كان يُحْسِن الشعر أيضًا، قال عز وجل: ﴿وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓۚ [يس: 69]، ما ينبغي له الشعر. وقال: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلۡغَاوُۥنَ ٢٢٤أَلَمۡ تَرَ أَنَّهُمۡ فِي كُلِّ وَادٖ يَهِيمُونَ ٢٢٥وَأَنَّهُمۡ يَقُولُونَ مَا لَا يَفۡعَلُونَ ٢٢٦ [الشعراء: 224- 226] هذا شأن الشعراء، والرسول صلى الله عليه وسلم بَرَّأه الله من ذلك.

قالوا: ﴿لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ يعني: مصاب بالجنون، سبحان الله! كيف يكون شاعرًا، ويكون مجنونًا؟ هل المجنون يكون شاعرًا؟! لكنهم ليس عندهم بصيرة ولا عندهم أَنَفة، وإنما قَصْدهم السِّباب، والإنسان إذا صار يسب لا يدري الذي يقول، فيأتي بألفاظ لا يدري ما هي! فهم تارة يقولون: «شاعر»، وتارة يقولون: «مجنون»، وتارة يقولون: «مُعَلَّم عَلَّمه غيره»... إلى آخر ما يقولون.


الشرح