ولذلك تَرَك الناس على الكتاب والسُّنة، فهو صلى الله عليه وسلم أوصى
بالكتاب والسنة بقوله: «تَرَكْتُ
فِيكُمْ شَيْئَيْنِ...».
والله عز وجل يقول: ﴿وَأَنَّ
هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ﴾ [الأنعام: 153]
وهذا من جملة الآيات التي ذكرها ابن مسعود رضي الله عنه، ويقول عز وجل ﴿ٱتَّبِعُواْ مَآ أُنزِلَ
إِلَيۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [الأعراف: 3]، ﴿مَآ
أُنزِلَ إِلَيۡكُم﴾ يشمل الكتاب والسُّنة؛ لأن السُّنة مُنَزَّلة من الله
سبحانه وتعالى.
فالذي يريد النجاة يتبع الكتاب والسنة ففيهما الكفاية، ولا حاجة إلى أن
يكتب النبي صلى الله عليه وسلم وصية.
والله عز وجل يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ
مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ
إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا﴾ [النساء: 59]، «إلى
الله» يعني: إلى القرآن، «والرسولِ»
يعني: إلى السُّنة بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
وقوله عز وجل: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ
أَتۡلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ﴾ ذلك لأن الله ذَكَر
قبل هذه الآيات ما تخبطت فيه الجاهلية من التحليل والتحريم والتشريع بغير علم،
فقال لنبيه: ﴿قُلۡ تَعَالَوۡاْ﴾ أي: أَقْبِلوا
إليَّ ﴿أَتۡلُ مَا حَرَّمَ
رَبُّكُمۡ عَلَيۡكُمۡۖ﴾ أقرؤه عليكم. فليس للإنسان أن يحلل ويحرم من عند نفسه،
وإنما يحلل ما أحله الله، ويحرم ما حرمه الله. هذا هو المسلم الحقيقي.